صحيفة المثقف

أوراق مبعثرة: لصوص وأقنعة

بكر السباتينهل الخيانة وجهة نظر!

الإمارات فعلت ما أبته الشعوب الأوروبية عن نفسها؛ ما استرعى من السلطة الفلسطينية أن قدمت شكوى رسمية ضد حكومة أبو ظبي، في الأمم المتحدة، لخرقها القانون الدولي بالاستيراد من المستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأراضي الفلسطينية.

ففي الوقت التي تقاطع فيه الشعوب الأوروبية البضائع القادمة من المستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية إلتزاماً أخلاقياً منها، وبما ينسجم مع القانون الدولي، إلا أن دولة الاحتلال الإسرائيلي وجدت لنفسها مخرجاً اقتصادياً من خلال إبرام اتفاقيات تجارية مع العديد من الشركات الإماراتية. دون الاكتراث إلى أن هذه الاتفاقيات تتناقض مع “القائمة السوداء” التي أطلقها مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان لحظر التعامل مع المستوطنات.

ونفذت السلطة الفلسطينية التي أبدت غضبها الشديد من اتفاقيات التطبيع العربية الأخيرة، التي وصفتها بـ “الخيانية”، تهديداتها، وقدمت الشكوى رسمياً ضد حكومة أبو ظبي، لاستيرادها منتجات المستوطنات، خلافاً للقانون الدولي.

صحيح أن ما وُصِفَتْ به الإمارات من قبل السلطة قد ينسجم مع سلوكها التطبيعي المُشين؛ ولكن لنعترف أيضاً بأن الأولى على سلطة أوسلو إيقاف اتفاقية التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي المجرم، فليس من الفضيلة أن تكون غارقاً بالوحل وتتهم الآخرين بالقذارة حتى لو استحقوا ذلك! في المحصلة على السلطة أن تمضي قدماً في مقاضاة النهج الإماراتي المشين كونه يمثل سابقة عربية لا مثيل لها، وغنيمة لم تكن تحلم بها تل أبيب.. فالتطبيع العربي المهين تجاوز كل الحدود الأخلاقية والقانونية.. وعموماً ف"الخيانة" ليست وجهة نظر.. والعدو هو من يتعدى على حقوق الشعب الفلسطيني بصرف النظر عن القرابة والنسب.. فرب أخ لك لم تلده أمك.. في المقابل فد تجد أخوة قلوبهم ميتة على بعضهم بعضاً، .. ففي زمن الرياء قد يحدث مثل هذا وأكثر.. عجبي!

**

سؤال مشروع!

من تراه الذي أوعز لداعش؛ كي تقوم بعملية تفجيرية "جبانة" تبنتها في محافظة صلاح الدين بالعراق راح ضحيتها جنودَ ومواطنين، غيرُ الذي صنعها!؟ أمريكا وعملاؤها في المنطقة مثلاً، كي تحجب الأنظار إعلامياً عن مصطلح الإرهاب اليميني الداخلي في أمريكا! فيكثر الحديث من جديد عن الإسلامفوبيا!؟ فكروا معي في ذلك! فالإرهاب اليميني حينما يتمدد، سيبحث أصحابه عن ستائر تخفي جرائمه! ومن سيفي بالغرض غير داعش التي ألْصِقَتْ بالإسلام وهو منها براء.. ولا أريد أن أبالغ فأقول بأنه من المحتمل قيام اليمين في بلاد العم سام بتنفيذ عمليات ينسبها لداعش لذات الغرض، ما لم ينفذها اليمين الأوروبي بالنيابة عنه! عجبي

***

سائل إلى المستقبل

إذا لم تتعامل الحكومة الأردنية في ظل أزمة كورونا مع قطاع التربية والتعليم بجدية أكثر بعيداً عن التجريب واستغلال الظرف الطارئ لفرض نظام التعليم عن بعد دون سد الثغرات التربوية الناجمة عن ذلك، ما يؤدي إلى انتشار ظاهرة الجهل المُقََّع بين الأجيال اللاحقة؛ فتوقعوا أن تسود بعض الأفكار المشوهة بين الشباب مثل انتشار ما يقال بأن الأرض مسطحة في سياق تحطيم الحقائق العلمية، لا بل سيأتي من يطالب بتعليم السحر الأسود في الجامعات! وسيخرج علينا من يعتبر ذلك نوعاً من الانفتاح الثقافي والتعامل مع هذه الظواهر المشوهة كوجهات نظر، وإن المبادئ معوقات للتنمية! عجبي!

**

لصوص وأقنعة

من مظاهر الفساد التي انتشرت أخبارها في الآونة الأخيرة، أن البعض يفتح المدارس الخاصة (المتوسطة أو الصغيرة) بأموالهم من باب الاستثمار في مجال التربية والتعليم، فيحسن الناس فيهم الظن كونهم من الفئة التي يبدو على أصحابها مظاهر التقوى والتدين والاحترام، لكنهم يتصرفون مع المعلمات كلصوص حقيقيين.. في إطار عمليات نصب يمارسونها في وضح النهار دون حسيب أو رقيب، فثمة قصص وقفت على تفاصيلها الصادمة من بعض المدرسات المشتكيات اللاتي أثبتن من خلالها أن اللصوصية لم تعد دمغة عار في مجتمع اختلط فيه الحابل بالنابل إلا من رحم ربي.

فمن أشكال اللصوصية أن إدارات بعض المدارس الخاصة، وبإيعاز من أصحابها "المحترمين"!! تنتظر حتى تستلم المعلمة الراتب المستحق لها وفق قرارات وزارة العمل الملزمة، بما يتضمن مساهمتيّ ْ المدرسة والضمان الاجتماعي، ثم تخيّر المعلمة المغبونة بين أمرين، فإما إعادة ما تساهم به المدرسة في الراتب والاكتفاء بمساهمة الضمان الاجتماعي، أو الطرد التعسفي.

بعض المدارس تنهي خدمات المعلمات وتفاوضهن على جزء من المستحقات المتبقية كي تسدد في وقتها الموعود،بذريعة عدم توفر الملاءة، وإلا فالدين سوف يظل مؤجلاً حتى يموت في الصندوق! ولو بحثت في ظروف هؤلاء المستثمرين ستجدهم منعمين برغد العيش وهمهم الربح الوفير على حساب المعلمين ولو بالتحايل على قوانين الطوارئ.. وهنا ألقي اللائمة على من يتعرض لمثل هذه الإجراءات المندرجة في قائمة اللصوصية والنصب على الناس، دون أن يتقدم بشكوى للجهات المعنية، حتى تصوب الأخطاء فلا تتحول إلى ظاهرة يصعب السيطرة عليها..عجبي!

 

بقلم بكر السباتين

24 يناير 2021

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم