صحيفة المثقف

العودة للتراث الماركسي

شاكر فريد حسنلا جدال في أن هنالك انحسارًا وتراجعًا للفكر الأيديولوجي الثوري التقدمي الماركسي، وذلك بعد انهيارات الأنظمة الاشتراكية التي كانت سائدة في ثلث كوكبنا الارضي، نتيجة الممارسات البيروقراطية والتجاوزات والأخطاء السلبية.

والحقيقة أن الآباء الأوائل للفلسفة الثورية التنويرية الماركسية، لعبوا دورًا تاريخيًا خارقًا في تطوير وإغناء المفاهيم التقدمية وتعميم نظرية الطبقة العاملة/ البروليتاريا، واستخدامها في تحليل الظواهر الجديدة في مسار تطور الرأسمالية والصراع الطبقي ضدها، حتى ان المؤيدين والخصوم على حد سواء أجمعوا على عظمة وشمولية عبقرية هؤلاء المفكرين النقديين الجدليين، الذين انتشر تراثهم العظيم كسلاح بتار ونور هادي للعمال والكادحين والشباب الوطني المكافح، ولكل الثوريين والمقاتلين والمناضلين في حركات التحرر الوطني والاجتماعي من براثن الاحتلال والاستعمار.

وعلى مر العصور والأزمان كان الثوار والمناضلون في الخنادق والميادين وساحات المعارك يحملون في حقائبهم الكتب الأيديولوجية الثورية للاستفادة والتزود منها خلال معارك التحرير. وهذه الكتب طبعت باللغة العربية، وجاءت بترجمات علمية دقيقة، وطباعة أنيقة وجذابة، وكانت دار "التقدم" السوفييتية السباقة في هذا المجال. ولكن لسوء الحظ أنه في العقدين الاخيرين قل الاهتمام والاقبال على هذه الكتب وعلى التراث الفلسفي الإنساني من قبل الأجيال الشبابية الجديدة.

إن الفكر الأيديولوجي التقدمي الثوري الماركسي هو زاد معرفي سياسي وفكري واجتماعي وثوري هائل، وضرورة للمناضلين والمحاربين ضد القهر الطبقي والقومي، ولأجل التحرر والاستقلال الوطني والعدالة الاجتماعية والسلام العالمي، ولفهم التطورات والمستجدات المتلاحقة والمتسارعة، وقراءة الواقع السياسي الراهن قراءة تاريخية جدلية، علمية صحيحة.

فما أحوجنا في هذه الأيام وفي هذا الزمن الرمادي الرديء إلى العودة للتراث الماركسي والاعتناء الفكري والاستزادة من التراث التقدمي الكلاسيكي والمعارف الفلسفية العلمية، ومن التجارب الثورية الرائدة، وذلك لتحليل الظواهر الاجتماعية والأوضاع الاقتصادية والتطورات السياسية، وإيجاد الاجوبة والحلول للمسائل الفكرية والقضايا الحارقة والمشاكل العالقة، وهذا يتطلب العودة إلى الينابيع الماركسية وقراءة هذا التراث الفكري الغني، العلم الثوري لهدم القائم وتغيير العالم وبنائه من جديد.

 

بقلم: شاكر فريد حسن 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم