صحيفة المثقف

الشاعر والناس

ريكان ابراهيمسألوني لمَ لا تكتبُ شعراً في الفرَحْ؟

تذكرُ الموتَ كثيراً فتخيفَ الغافلينْ

تجعلُ الحُزْنَ رداءاً لجموع الخائفينْ

ثم قالوا: ايها الشاعرُ هَوّنْ، لاتكنْ حَفّار قبرٍ للأماني

انت تدري ماالذي منهُ نُعاني

فتفاءَلْ  ايها الشاعرُ وأكتب للفرح

كن لنا قَوْسَ قُزَحْ

**

أيها الشاعرُ قد أتعبْتنا

كلّما أبكاك أمرٌ محزنٌ أبكيتنا

إبكِ وَحْدَكْ

خُذ من الحُزنِ الذي يكفيكَ وآتركنْا

فليس الناسُ جُنْدَك

لك همٌ ولنا همٌ، وليس الشعرُ

مخلوقاً لكي يُصبِحَ عَبْدَكْ

**

سألوني: ما الذي فيك من العيبِ وتخشاهُ عليكْ؟

فالى الآنَ شبابٌ لاتُجارى

تسألُ الغيمَ فتخضرُّ الصحارى

والى الآنَ جميلٌ باسمُ الطلّةِ مفتولُ العضَلْ

ولنا عِلْمٌ بِمنْ مازِلنَ يفرشُنَ لك الدربَ قُبَلْ

فلماذا ايها الشاعرُ  لا تفرحُ ،إفرحْ،

وتبجّح، وتَرنّح

وآملأْ الدنيا غزَلْ

**

ايها الشاعرُ إفرح وتفاءَلْ

قُل لنا إنْ وراء التلِّ شمساً

مشرِقةْ

قُلْ لنا: انَّ الأماني،

مثل دودِ القزِّ ،تأتي بعد

طَوْرِ الشرنقةْ

ياحزيناً ولديهِ كُلُ أسبابِ الفَرح

انَّ هذا الكونَ موسيقى وعصفورٌ صَدح

والذي قبلك غنّى من كبار الشعراءْ

طاب وجداناً وروحاَ وآنشَرح

**

أيُّها الناسُ آسمحوا لي أنْ أُحيّيكم

كثيرا

فرصيدي في رضاكم وبكم صرتُ كبيرا

أنا أدري ماهو المطلوبُ مِنّي

يارفاقي بيدَ انّي

مهنتي ليست كتابات الفرَحْ

وانا لستُ المُغنّي

**

أيُّها الناسُ آسمعوني

إسمعوا كي تُنصِفوني

إبدأوا أنتُمْ وكونوا صادقينْ

إفرحوا من دونِ زَيْفٍ ،إنَّ ربّي

لا يُحِبُّ الفَرِحينْ

**

إنْ مَنْ يفرحُ والموتُ على أبوابهِ

إنَّ مَنْ يرقُصُ لا يدري خفايا مابهِ

إنَّ مَنْ غنّى نشيدَ الشكر للظالمِ في محرابهِ

هو أغبى الأغبياءْ

وأَذلُ الجُبناءْ

ضاحكٌ منه عليهِ

فلياليهِ مُباحةْ

وهو يقضي العُمْرَ ذُلّاً

في محطّاتِ أستراحةْ

***

د. ريكان ابراهيم

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم