صحيفة المثقف

المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح يناقش

في ندوته 34 موضوع الفن التشكيلي العربي والتصوف

تم عقد الندوة 34للمنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح حول موضوع الفن التشكيلي العربي والتصوف. مساء الجمعة 19 فبراير، بمشاركة الفنان التشكيلي الفلسطيني عبدالهادي شلا ـ المقيم بكندا، الأديب الفنان التشكيلي السوري صبري يوسف ـ المقيم بالسويد، الفنان التشكيلي الجزائري الطاهر ومان من الجزائر، الفنانة التشكيلية اللبنانية فاطمة عثمان منصور ومساهمة مكتوبة من الناقدة والفنانة المغربية د. أسماء غريب، وكان لي شرف اعداد وتقديم هذه الندوة. 2235 سينما

على مدار ما يقرب من 100 دقيقة تم مناقشة مفهوم التصوف بالفن التشكيلي مع نقاشات معمة واستشهادات والتفريق بين الفطرية والصوفية وكذلك استعرض كل مشارك جزء من تجربته الفنية وتوضيح كيفية اكتسابه للميول الصوفي وستجدون كل هذه النقاشات بتسجيل الندوة التي تم توثيقها ونشرها على قنوات المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح على فايسبوك وصفحات المشاركين وعلى هذا الرابط قناة المنتدى على يوتيوب

https://youtu.be/nid9iz-u-_4

هنا ربما نحاول تلخيص توصيات هذه الندوة ولو بشكل مختصر:

يرى الفنان عبدالهادي شلا، أن النقد الفني في حالة موت ونادرا ما نطالع مقالة نقدية وما يجري الٱن هو عبارة عن وصف صحفي للفعاليات الفنية ومظاهرها وليس للأعمال الفنية التي تعرض وهذه معضلة كبيرة جدا تجعل فراغا مفزعا ونقصا في المشهد التشكيلي العربي ولذلك دعى شلاء الفنانات والفنانين العرب وخاصة الشباب بضرورة أن يكون لكل واحد رسالة ومشروعا فنيا يتعب ويجتهد من أجله رافضا اسلوب الفوضئ والصدف، مؤكدا أن أي عمل فني فيه الجمال والقبح، فكلهما علم  وبدون الاثنين معا لا يصبح وجود لوحة فنية وبذلك فالفن التشكيلي يعد علما متكاملا لا يأتي بالصدف ولا المغامرات وأن الوصول للشكل التجريدي أو الالتصاق بالمنهج الصوفي يمكن أن يأتي مع الخبرة والممارسة الطويلة .

 كما قدمت الفنانة  فاطمة عثمان منصور، عدة ملاحظات بنهاية الندوة مؤكدة على ضرورة معرفة مفهوم وجماليات القبح وليس الجمال فقط واتفقت مع مداخلة للفنان صبري يوسف أن الحب موجود في كل الأديان وأكدت أن الصوفية والتصوف موجودة أيضا بكل الأديان، وترى منصور أن التصوف فلسفة وليست سلوكا فطريا عفويا، فالتصوف ينبع من الإيمان وتأسفت علىواقع  المشهد التشكيلي العربي كوننا نفقد بريقه وكنا نلهم الغرب الذي عشق فنوننا بما فيها من روحانية وجمال وربما تكون الدراسات الغربية وتوثيقهم لفنوننا أكبر بكثير منا، فالفن الإسلامي الصوفي مرتبط بالفن الزخرفي والتصوف مثار اهتمام فناني العالم بسبب عالمنا  الرديء والمادي والذي ينمي الصراعات والحروب والعنف بكل أشكاله ولا خروج من هذا المأزق إلا بعودتنا للروح والتصوف والنقاء.

بدوره أكد الفنان الطاهر ومان  أن المنهج الصوفي ونتاجاته الفنية جاء عن علم ومعرفة واجتهادات وليس عبطيا وأننا نجهل كثيرا تراثنا الصوفي وعلومه وفنونه التي تتعرض للإندثار أيضا ودلل بوجود متاحف للفنون الإسلامية في عدة دول غربية وعلينا أيضا التذكير بدراسات وأعمال فنية روحية عربية نجهلها وطالب بضرورة تنشيط الملتقيات والندوات التشكيلية وأن نولي الفنون العربية والإسلامية اهتماما أكبر.

وكان الختام مع الفنان صبري يوسف والذي دعى الجميع للمشاركة بمجلة السلام الدولية التي أسسها ويرأس تحريرها، مؤكدا على ضرورة إنسانية الفن وتضمينه مفاهيم السلام والتعايش السلمي وأن يحل الحوار بدلا من الصراعات والحروب وهذه النظرة بحد ذاتها نظرة صوفية حيث لا كراهية ولا تفرقة بين البشر ولا حواجز دينية ولا عرقية، فأي فنان يمتلك وينمي هذه الرؤية ويترجمها بالفعل والسلوك والفن فلا شك أنه سيصل لمرتبة روحية وسيكون راضيا عن نفسه وخادما للإنسانية والسلام وكل الأديان تحتاج أن تعانق بعضها وتتعاون مع بعضها لتحقيق السلام وسعادة البشر.

في الختام استنتج أن ندوتنا كانت غنية وثرية وهي بمثابة وثيقة ومرجعا جيدا لمن يحب هذا الموضوع الشائك حيث أن المشاركين بهذه الندوة لكل وأحد مسيرته ومنجزه الفني وتوجد دراسات عن بعض أعمالهم ذات الميول الصوفي ونلاحظ أن أحدا منهم لم يدعي أنه وصل للصوفية وكلهم أكدوا رفضهم للتيار المادي وأن الفن يستمر بالعمل والجهد والصبر والمشاريع والإطلاع الدائم فالجهل والإتكال والمزاجية لا يمكنها أن تورثا فنا جميلا ونقيا.

أود في ختام هذه المادة توجيه التحية للمشاركين والمشاركات ومن حضر معنا ولتعاون الفنان صبري يوسف معي بالتنسيق ونلفت انتباهكم أننا سنقدم ندوات فنية تشكيلية مساء الخميس 25 فبراير نكرم ونستضيف الناقد الفنان الكويتي د. على العنزي، الجمعة 26  فبراير نكرم ونستضيف الفنان السوري اسماعيل ابو ترابة و في مساء الثلاثا 2 مارس نكرم ونستضيف الفنان السورية سلوى الصغير وتحفل برامجنا لبقية شهر فبراير ومن ثم مارس بندوات مكثفة لتكريم مبدعات تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة ثم اليوم العالمي للشعر وكذلك اليوم العالمي للمسرح ويمكنكم متابعة صفحاتنا خاصة على فايسبوك لمعرفة تفاصيل أكثر وكذلك التواصل على بناء حيث نرحب بالمقترحات وعقد شراكات تعاون كون هدفنا تنشيط المشهد الثقافي والفني العربي ونعتبر أنفسنا في بداية الطريق وهو طريقا صعبا وشائكا.

 

باريس ـ حميد عقبي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم