صحيفة المثقف

لأني.. لا أشبه النساء

خيرة مباركيسقيا لذكرى ترشفنا ثغرها مسكا

كفيض الندى

لحب يبللنا برهام الشوق .

فنناجيه بحفيف الروح

على مآذن القيامة:

ألا فاغرقنا..!!

فذات غرقٍ تمنيناه

وذات صهيل من شفاه الخريف

ارتجّ البحر بنا دون صراخ

يستلذ الزُّلازل ارتعاشاً ..

هذا الجنون المستريب كيباب الملح

طلقة في قرار الفصول

تزفّ حسرة الوعود في بياض الخوف ..

مذّ يوم شحّ النبع اليقين في سواد المنائر

 والروح  تغادر بصفرة الوجوه ..

ترتجف كمخاض التمائم!!

وهذا القلب يفتح شراعه للريح

 وينطلق مع الزوابع

بلا مأوى .. بلا وطن ..

فيا أيها المشرّدُ

خارطتُك ضفافٌ عفويّةٌ 

تُراقص البحر وتترنّم للمطر 

تخون ازدحام المرافئ بهوس القصص القديمة

فمراكبي أهديتها لسندبادي ..

 وأغصاني تتعرى من أوراقك..

تطير بوعودك المؤجّلة

على قارعة الحلم

يا لشموعي..

 وهي تطفئ هدير كبريائك المزعوم ..

في جنائن القوارير!!!!

أنا لا أشبه نساءك

ولست من بنات هواك

أنا  بهاء إيزيس وأحلام فينوس

أنا حكايا شهرزاد .. وبريق زرقاء اليمامة

أنا آخر العشتارات وفي سجلك الفراديس

أنا لحنك الذي عزفته سيمفونية طريق

لأمنيات الفصول

أرفل بين أحلامك والزوابع..

بين طيات قوافيك ..

أنا كل النساء.. ولا أشبه النساء

أنا الأرض والسماء

وفاتحة النقاء

ياسميني يفوح شذاه في صهد الريح

ويتشهّد باغتراف أحلام الثرى

هذه موائدي أسجيها من رموشي

في ربيعك المبتغى

وأنزلها من وتر أشعاري

حلما لرهبة النون

    لأني

         لا

           أشبه

              النساء ..

.................

خيرة مباركي - تونس

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم