صحيفة المثقف

الالياذة والانياذة

يسري عبد الغنيحوادث ملحمة (الإنياذة) التي كتبها (فرجيل) اللاتيني فتبدأ من نجاة (إبنياس) الطروادي من طروادة، ومعه بعض أتباعه، وذلك عقب تدميرها على يد اليونانيين، وفيها أيضاً تتدخل الآلهة بعد سفر ومغامرات في البحار استغرقت ست سنوات، في صورة حلم رآه (إبنياس)، لتتشكل بذلك قصة خيالية تحكيها هذه الملحمة، كما أنها تتحدث عن العالم الآخر، وتحتوي على ذكر الأرواح التي ستهبط لدار الدنيا، ومنهم العظماء اليونانيين، كما أنها تحتوي على تفصيلات خيالية مثيرة .

والإنياذة في مجملها تتكلم عن أسفار البطل (إبنياس) حتى وصوله إلى إيطاليا، وهي محاكاة فنية دقيقة لأوديسا هوميروس اليونانية، هذا في القسم الأول منها، أما في القسم الثاني نجده يتحدث عن حروب (إبنياس) وتغلبه على مناوئيه في منطقة (لاسيوم) وتأسيسه لإمبراطورية الرومان، وهي على الإجمال محاكاة للإلياذة .

وإذا كان الأديب العربي / سليم البستاني قد ترجم الإلياذة لهوميروس اليوناني، سنة 1904 م، فإنه في سنة 2004 م، قام الدكتور / أحمد عتمان بالاشتراك مع مجموعة من المترجمين، بترجمة الإلياذة مرة أخرى، وصدرت عن لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة لوزارة الثقافة المصرية .

وبالنسبة للإنياذة للشاعر الروماني / فيرجيل أو فيرجيلوس، فقد ترجمها الدكاترة / عبد المعطي شعراوي، ومحمد حمدي إبراهيم، وأحمد فؤاد السمان، وصدر الجزء الأول منها أوائل سنة 1971 م، والجزء الثاني سنة 1977 م، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب بالقاهرة، أي بعد ست سنوات من إصدار الجزء الأول .

ولكن جاء في مقدمة ترجمة الجزء الثاني، أن هذا الجزء صدر بعد مضي أربع سنوات، أي في سنة 1975 م . !!

وقد حاز الجزء الأول على جائزة الدولة التشجيعية في الترجمة إلى العربية لعام 1973 م، تلك الجائزة التي يمنحها المجلس الأعلى للعلوم والفنون والآداب (المجلس الأعلى للثقافة حالياً) لأحسن ترجمة صدرت على مستوى جمهورية مصر العربية .

ولعل ذلك يجعلنا نؤكد حاجة المكتبة العربية إلى مزيد من تلك الترجمات الدقيقة التي تضع الأعمال الإبداعية العالمية الخالدة بين يدي القارئ العربي، وتأخذ مكانها في المكتبة العربية، كما أننا في حاجة ماسة إلى تشجيع الباحثين والمتخصصين من أجل مضاعفة الجهد في العمل من أجل القيام بالترجمات الأدبية والعلمية الجادة التي تعود بالنفع والفائدة على جمهور القراء العرب .

 

بقلم: د. يسري عبد الغني

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم