صحيفة المثقف

صادق السامرائي: الكتابة والكِتاب!!

صادق السامرائييسألني الأخوة والأصدقاء، لماذا لا تؤلف الكتب الورقية، ولدي أرشيف كبير يصلح لإصدار العشرات منها؟!

وأتساءل وذات نفسي عن قيمة الكتاب الورقي؟!

زميلي يطبع في كل سنة كتاب وباللغة الإنكليزية، وعندما أسأله عن مصير ما يطبع، يقول إنه مكدس في سرداب البيت!!

ولي قريب لديه عشرات الآلاف من الكتب، لا يدري ماذا يفعل بها، فلا أحد يشتريها أو يعيرها إهتماما، ويحسب أنه سيهديها لمكتبة جامعة ما، وما وجد مَن يتقبّل منه ذخيرته الورقية!!

وفي مجتمعاتنا هناك حركة سريعة وإنتاج كتب بكثرة غير معهودة، لسهولة الطباعة، ولأن دور النشر تترعرع على طباعة الكتب، ولا يعنيها تسويقها وريعها.

والواقع أن طباعة الكتب تجارة كأي تجارة، الرابح فيها الجهة التي تطبع الكتاب، أما المؤلف فهو الخاسر الأول، لأن سوق الكتاب فيها كساد وفساد.

ويبدو أنّ المشكلة الأساسية أننا نعيش في عصر الصورة، التي تنطق بما لا يستطيعه كتاب!!

كما أن رغبة القراءة في الكتب الورقية ما عادت غالبة في المجتمعات التي يقضي أبناؤها معظم وقتهم محدّقين بشاشة صغيرة هيمنت على أيامهم وإستعبدتهم، هذه الشاشة التي إبتكرها شخص نصف جيناته عربية.

قلت للسائلين عندي عدد لا بأس به من الكتب الإليكترونية، لكنها ليست ذات تسويق طيب، وتعلمت أن المشكلة ليست في القارئ، وإنما في الكتابة كفن عليها أن تتطور وتواكب عصرها.

الكتابة بالغربية بحاجة لثورة أسلوبية معاصرة، وآليات عملية لشكلها وصورتها المحببة للنظر، وأن تكون مُكثفة وأقل مما " قل ودل"!!

فأساليبنا الكتابية خالية من التقنيات الحديثة، ويطغى عليها الترهل والإسهاب، وعدم القدرة على وضع الأفكار في كلمات، وما هي إلا تيهان فوق السطور، ونتوقع من القارئ أن يمتطيها وهو يطارد خيط دخان!!

الكتابة فن ويجب أن نعرف مكانها وزمانها، ومفرداتها!!

فهل من ثورة أسلوبية، وقدرة تعبيرية تتوافق وطبائع القرن الحادي والعشرين؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم