صحيفة المثقف

حسين علاوي: محمد.. المصلح العظيم..

حسين علاويلو سلمنا ان الرسول محمد (ص) لم يأتي له وحيا، كما يشكك الكثير من المستشرقين والباحثين في علوم الاديان.. فهل كان شخصية محدودة الوعي والمعرفة.. ام انه من اعظم الشخصيات التي عرفها التاريخ البشري..

فهو مصلح اجتماعي كبير.. ومفكر تجاوز زمانه في طرح الافكار المتحررة لمكانة انسانية الانسان.. اذا ماعرفنا المجتمع الذي يعيش فيه يعبد الاصنام وتسود فيه العصبية والجهل والامية والصراعات القبلية.. وتدفن المرأة وهي حية.. ويذل فيه الانسان لسحنته وبشرته.. ويساق ويباع كقطيع الغنم.. فحرر الانسان من عبوديته..وحوله الى خليفة الله في الارض يعمرها ويبنيها.. بعد ان ساد الخراب والفساد امبراطوريات ومماليك.. وعلم الانسان ان يحول غرائزه الحيوانية الى حاجات انسانية.. وان يحول اسرار الطبيعة المضمرة الى عالم يكتشفه ويشيده.. فصار الانسان سيد كوكبه.. وكتب على نفسه، ان يحول احاسيسه الغامضة ومبهماته الباطنية الى وعي وحركة ومستقبل..

فارشده الى الحق في الاعتقادات.. والى الخير في السلوك والمعاملات.. فكان المصلح الذي غير الكثير من العادات والتقاليد الخاطئة.. والمفكر الذي حرر الانسان من الاصنام الحجرية والبشرية..

وكان اديبا وقاصا وشاعرا وناثرا.. لان الكثير من القصص القرأني تكتب باكثر من طريقة لم يألفها كبار كتاب القصة والرواية في عصرنا الحديث.. وقد استخدم كل ادوات كتابة الرواية والقصة.. بل ان كاتب سردي بأمتياز.. فالقصة في القران اداة بحث واستكشاف للواقع ومحاولة لفهم اشكالياته وتعقيداته.. وهذه مهمة القصة والرواية الابرز في عصورنا الحديثة..

اما الشعر والنثر والسجع تجده في القران والسيرة والرسائل التي كان يبعثها للاباطرة والملوك..

فامتلك الحلول والاجابات الكاملة، لاصول المشكلات الانسانية والاجتماعية.. وكيفية التعامل معها.. والا كيف استحق ان يكون خالدا.. وان يكون  محل الاسوة والقدوة..

الا ان الاسلام بعده تحول الى حكم قبلي وراثي للملوك والاباطرة والسلاطين.. وتجار الدين..!!

 ورغم ان البعض يدعي الاصلاح.. الا ان المتأمل والمتعمق في واقعنا العراقي الراهن، يلاحظ كل اصناف الفوضى والتسيب.. والتستت لطاقات شبابية وعمرية كثيرة.. فالصراع السياسي وخاصة بين الاسلاميين رسخ الاحقاد والعصبيات الحزبية والعشائرية والتي تركت اثارا كبيرة في الاجيال الجديدة مما انعكس على الدين والحركات التي تدعي الاسلام والنهل من افكارة.. وهي تعمل بنفس جماعي مناطقي منغلق.. بعيدة عن فهم الواقع وحركة العصر.. والتعرف على اليات التحريك والتغيير والنهوض به.. مما جعل الكثير  من الشباب يرفظ الانتماء الى هذه الجماعات وينفر من ذكرها..

سلامٌ على الرسول الهادي يوم ولادته..

 

حسين علاوي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم