شهادات ومذكرات

الشهيد محمد باقر الصدر .. طوز خورماتو والانطلاقة الاسلامية

jasim mohamaفي بداية الصحوة الاسلامية كلّف الشهيد الصدر رض السيد حسن شبر للاهتمام بالمناطق التركمانية والاهتمام بالدعاة المتواجدين هناك ولقد قام السيد شبر في حينه لزيارة كل من الطوز وتسعين والتقى مع الحاج شكر بك في طوز والحاج شوكت في تسعين لفتح الافاق في العمل الاسلامي وهذا في سنة 1962 هذا من جهة، ومن جهة اخرى كلّف سماحته وباذن من اية الله العظمى السيد محسن الحكيم كل من اية الله الشيخ حسين البشيري وعلماء أذرية اتراك من تبريز واردبيل وعلماء واعين اخرين تم إرسالهم المناطق التركمانية وذلك للتوعية وفتح افاق العمل الاسلامي في أوساط الشباب وجلب البعض منهم الى الحوزة العلمية في النجف الأشرف، وهذا ما اثمر فعلا حيث التحق بعض الشباب الواعي المثقف والمتحمس من تسعين وتازة وبشير وكركوك وداقوق وطوز وامرلي وقرة تبه الى الحوزة العلمية، فسماحته جعل المناطق التركمانية بشكل خاص ومن أولوياته، حيث كلّف الشيخ البشيري لمناطق تركمان كركوك وطوز وكلف الشيخ المولى لتركمان تلعفر وسهل نينوى، واختار الشهيد محمد باقر الصدر من الشباب الذين التحقوا الى الحوزة العلمية في النجف آنذاك البعض من العلماء والمثقفين من أهالي طوز كانوا يدرسون الفقه والاصول في النجف الأشرف ومنهم الشهيد الشيخ محمد حسين البشيري ابن البشيري الكبير والشيخ مهدي البشيري ابن اخ البشيري الكبير والشيخ عبد الجليل قنبر والشيخ مصطفى علي تنزيلات، واهتم بهم وكلفهم بشكل خاص للاهتمام والانفتاح الى مناطق طوز وامرلي، ولكن مع الأسف هذا الجهد انتهى بانتهاء هذه الكوكبة المباركة حيث استشهد جميعهم لأنهم شاركوا في تظاهرات 17 رجب أثناء اعتقال الشهيد محمد باقر الصدر ضد النظام البائد وتم اعتقال جميع هؤلاء الطلبة وحكم على جميعهم حكم الإعدام .

والآن بعض العلماء الحركيين الذين توافدوا من قبل الشهيد محمد باقر الصدر إلى شمال العراق حيث

أرسل مرجعية اية الله العظمى السيد محسن الحكيم بعض العلماء الى منطقة كركوك وطوز ومنهم

 

١- الشيخ ابراهيم المشكيني الاردبيلي : في سنة 1965 أُرسل سماحة الشيخ إبراهيم المشكيني من قبل آية الله السيد محسن الحكيم إلى طوز بعدما هاجره الشيخ محمد واستقر مكانه، وكان لهذا العالم الجليل الدور المؤثر والجيد على شباب ومعلمي المنطقة حيث أعطى للمرجعية دور مؤثر في شؤون حياة الناس ووقف بحزم وقوة أمام الحكومة آنذاك وأمام أمنها وشرطتها وأوجد في نفوس الشيعة الشجاعة والبسالة للوقوف أمام تخرصات ازلام الحكومة وعلى أثره ابعد النظام هذا العالم الجليل بدلائل واهية من المدينة حتى يتمكن من الانفراد بهم لترهيبهم وزجهم في السجون.

 

٢- اية الله الشيخ حسين البشيري :

اما من توافد الى مناطق كركوك وطوز في حينه آية الله الشيخ حسين البشيري الكبير والذي ولد في قرية البشير والتحق للحوزة العلمية في النجف في السبعينات، كونه الطالب الوحيد من الشمال اهتم به آية الله العظمى السيد محسن الحكيم وتربى وترعرع في هذا البيت الكريم وبين أولاد سماحته كلا من سماحة آية الله الشهيد مهدي الحكيم وسماحة اية الله الشهيد السيد محمد باقر الحكيم وسماحة آية الله الشهيد محمد باقر الحكيم،

يعتبر سماحته اول وكيل رسمي لسماحة آية الله العظمى السيد محسن الحكيم من أهالي المنطقة ترسل الى شمال العراق وكما يعتبر أول داعية تركمانية حمل فكر حزب الدعوة الإسلامية الى المنطقة ولكن انسحاب آية الله الشهيد محمد باقر الصدر من هيكلية قيادة الدعوة الإسلامية تلبية لطلب سماحة آية الله العظمى السيد محسن الحكيم الذي طلب من طلاب وعلماء الحوزة العلمية التريث في الانخراط بشكل مباشر في العمل السياسي والاهتمام في إدارة الحوزة العلمية، انسحب سماحة آية البشيري ايضا، بقي عمل حزب الدعوة معتمدا على بعض الأساتذة من الدعاة واستمر بواسطة طلاب ومثقفين من الجماعات العراقية

٣- سماحة السيد عبد الغني الاردبيلي: والذي يعتبر العمود الفقري لسماحة آية الله الشهيد محمد باقر الصدر ومن الفضلاء المعتمدين لديه بعد آية السيد الحائري وآية الله السيد الهاشمي والذي هُجر فيما بعد إلى إيران وتوفى هناك، كان سماحة السيد الاردبيلي من العلماء الفضلاء الذي استقر في كركوك وطوز مدد طويلة وكان لهذا العالم الجليل دور مميز في نشر أفكار وتوجهات سماحة آية الله السيد محمد باقر الصدر وكان يدّرس فلسفتنا واقتصادنا والمدرسة الإسلامية للشباب التركماني عندنا في كركوك وطوز وكان يحضر في حلقاته الكثير من شباب الجامعات والتي تشكلت فيما بعد نواة حزب الدعوة هناك وكما كان لسماحته علاقة متينة مع الشيخ إبراهيم المشكيني أعلاه .حاول سماحته جهدا كبير لجلب علماء فضلاء وبعدد لا يستهان إلى كل المناطق الشمالية ابتداءا من تلعفر إلى قزانية ومن امثال هؤلاء سيد عبد العزيز الاردبيلي وعبد الكريم الادربيلي شيخ حسين التبريزي وآخرين ممن يجيدون اللغة التركية .

٤- السيد محمد تقي التبريزي: وهو من طلبة الشهيد محمد باقر الصدر(وهو اخو الشهيد سيد عماد التبريزي احد قيادي الدعوة الإسلامية الذي استشهد مع كوكبة فبضة الهدى)1 الذي أرسله السيد الشهيد في سنوات 1972و1973م إلى طوز واستقر في المسجد الصغير في المدينة حيث أثر سماحته بشكل جيد للشباب .

٥- علماء اخرين: بعد مغادرة الشيخ ابراهيم المشكيني هذا العالم الجليل من منطقة طوز في سنة 1976م لم يسمح النظام بوفود علماء آخرين إلا على شكل أفراد متعددة ومتقطعة وبفترة زمنية وجيزة وبشكل سري في مواسم محرم وشهر رمضان وكان كلا من الشيخ جعفر الايراوني والسيد الطباطبائي التبريزي دور مميز لتردد إلى المنطقة ولكن النظام في أوائل الثمانينات تعامل بقساوة منفردة مع الإسلام والتحرك الإسلامي حيث لم يسمح أي تحرك وهمس إسلامي إلا قضى عليه ضنا منه القضاء على التحرك الإسلامي في العراق .

٦- الأستاذ ستار جبر(صاحب كتاب هامش علي الوردي) مدرس اللغة العربية الذي كان يدرس في ثانوية ابن خلدون في طوز وقد تمكن هذا الأستاذ الجليل من حضوره في المساجد وفي المكانات العامة من إيجاد تغير عند الشباب، في يوم استشهاد كوكبة فبضة الهدى سنة 1976م خطب أستاذ ستار جبر في المدرسة وأمام الطلاب ليبين للناس ظلم وجور البعثيين حيث خرج الطلاب من الصفوف كاد أن تندلع تظاهرة طلابية داخل المدرسة لولا حكمة المدير الأستاذ اكبر كوثر .

٧- عدد من الإخوة من الجامعيين كانوا آنذاك طلاب في جامعة بغداد وانتموا إلى حزب الدعوة الإسلامية في سنوات 1974ـ 1975م وحملوا حزب الدعوة الإسلامية إلى طوز وكان لهؤلاء الإخوة دور بارز ومؤثر لتنشيط الدعوة بشكله التنظيمي المتعارف في طوز، لقد انتمى إلى الدعوة الإسلامية إلى حد سنة 1982م أكثر من عشرين داعية ولكن الأحداث الدامية في تلك السنوات احرق الأخضر واليابس وكان نتيجة تلك الحملة الشعواء 75 شهيدا و15 سجينا، افرج عن بعضهم، وهاجر أكثر من 200شخص من هذه المدينة فقط

 

جاسم محمد جعفر البياتي

 

في المثقف اليوم