شهادات ومذكرات

الذكرى الثامنة لرحيل الشاعر العراقي الكبير سركون بولص

786-bolsمرت يوم أمس الذكرى الثامنة لرحيل الشاعر العراقي الكبير سركون بولص، الذي توفي في برلين بتأريخ 22/ 10/ 2007 إثر مرض عضال.

وأورد في ما يأتي المقدمة التي تصدرت كتابي الموسوم [سركون بولص عنقاء الشعر العراقي الحديث- ما قيل وكُتب عنه] الصادر عن المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية عام 2011، والتي ترجمها إلى اللغة الكوردية الأديب الموسوعي جلال زنكبادي وأورها في كتابه الصادر عن سركون بولص قبل عامين.

 

سركون بولص

عنقاء الأدب العراقي الحديث

الذي انبعث من رماده قبل احتراقه

 

• عصر يوم الثلاثاء 23/10/2007

كعادتي، كل عصر، أدلف الى مقهى للانترنيت واقتعد بتراخٍ الكرسي الأسود الدوار، بعد ان أُوزع ابتساماتي على جليسي الأيمن والأيسر، اواجه شاشة الحاسوب، وتلعب اصابعي بلوحة تحكم الحروف ليظهر امامي موقعي الاثيري لتصادفني صورة اعرفها جيداً، فأنا مولع بها وبما تنتجه هذه الجمجمة من ابداع ثر وعميق وجديد ومبتكر، منذ اكثر من ثلاثة عقود ونيف. فضلاً عن اعجاب آخر بذلك الشعر المتموج الحريري الذي يشاكس جبيناً كقطعة جبن تتفرع عنه قسمات وجه وسيم جداً، لا يصلح إلاّ ان يكون احد نجوم هوليود، فالعين التي تجهله تحسبه فوراً ممثلاً سينمائياً، اما بصيرتي وبصري، فلا تخطآن صورة اهم شاعر معاصر معروف، ليس على مستوى العراق حسب بل على مستوى الشعر العربي، وربما العالمي، فانى لذاكرتي ان تخطيء: سركون بولص.

لم اصدق عينيّ حين قرأت تحت صورته:

(رحيل الشاعر العراقي سركون بولص)

فانطلقت الكلمة من فمي زاخرة بالأسى..

- لا .. !

التفت جليسي الايمن دهشاً وسأني بحميمية..

- خير استاذ..

ومن عمق المآساة خرج صوتي محايداً..

- اني اسف

ثم غرزت عينيّ اتملى تفاصيل وجه سركون.

 

• شتاء 1973

شاب خمري نحيل ينبثق فجأة من بوابة حديقة الشهداء ويعبر بخطاه العجلى الشارع الأسفلتي مساء يوم كانوني موصللي ينذر بمطر غزير وشيك، بل ان نثيثاً خفيفاً يداعب على خِفِرٍ وجه المصابيح المصلوبة على الجدران الاسفلتية،.. ويتنكب الشاب المهرول بخطاه الرياضية الليل والبرد والمطر ويدخل البوابة الزجاجية التي تتصدرها قطعة معدنية مكتوب عليها: "المكتبة المركزية في الموصل" وحالما يدفع البوابة الزجاجية حتى تتلقفه على اليمين قاعة يشيع في حشاياها الدفء مليئة برفوف خشبية ووسطها ثمة طاولة من صاج ملتمع تسيجها كراسي انيقة، يتجه الشاب نحو ركن من الأرفف يحتوي على الصحف والمجلات، ويتلقف بلهفة العاشق مجلته الأثيرة الى نفسه والى نفس الجيل الجديد في الأدب العراقي، "الكلمة" المجلة الادبية الشهيرة التي يرأس تحريرها الأديب حميد المطبعي،.. ويجلس على الكرسي ويفتح صفحة الفهرس وباب القصة تحديداً، ليجد للقاص عبد الستار ناصر الذي يحب قصصه، قصة منشورة، فيفتح الصفحة المعنية، ليجد استهلالاً دلالياً تحت عنوان القصة يقول:

[ايها الماضي... ايها الماضي، ماذا فعلت بحياتي

       سركون بولص]

786-bolsولن يستطيع الشاب الحنطي اليافع ان يخفي فرحتين، الاولى حصوله على المجلة قبل صحبه، والثانية هذا البيت الشعري الذي اذهله، مثلما اذهل جيلاً شعرياً متمرداً ومجدداً في الستينات، وهذا الأمر اكتشفه الشاب النحيل لاحقاً، فصار الشغل الشاغل لهذا الشاب البحث عن كينونة سركون، ليكتشف فيه قاصاً في الصف الاول من جيله الستيني المشاكس عبر قصصه المبثوثة في بطون مجلتي [الادب والعاملون في النفط]. وازداد اعجاب الشاب بسركون سيما حين وجده نشر اكثر من ثلاث الى اربع مرات في صفحات مجلة الآداب وبيسر يشهد له ويحسده عليها اغلب اقرانه من جيله او حتى من جيل الخمسينات، لكونها المجلة ـ الأمل ـ الجواز، التي يدخل من بوابتها الأديب اياً كان الى فضاء الشهرة... ومن ثم اكتشف الشاب في بولص فاتحاً لبوابة قصيدة النثر الفتية كمصطلح وكمنجز عبر ما نشر من قصائد نثر ناضجة فنياً في مجلة (شعر) اللبنانية عبر رحلته الاغترابية الشاقة في رحلته الماراثونية من بغداد الى بيروت عبر صحراء قفراء لا ترحم، وبعد ان فتح بوابة قصيدة النثر مع مجايليه من شعراء العراق وسوريا ولبنان تنكب حنايا الغربة الثانية نحو اقاصي الأرض واستقر في مدينة سان فرانسيسكو عام 1969، والشاب الحنطي الناعم لا يزال يركب العربة الخامسة عشر من رحلة عمره...

فانكب الشاب بعدئذٍ وحتى تخرجه من معهد الصحة عام 1975 على قراءة معظم قصائد وقصص سركون بولص، حتى اتى على كل ما نشره سركون من قصائد وتراجم وقصص خلا قصته الشهيرة (الملجأ) فقد عصت عليه ولم يعثر عليها إلا بعد حين.

 

• خريف عام 1975

هي قرية ترتدي النقيضين معاً، فتربتها صبخة تتغلغل في حشاياها ذرات الملح فتحيلها الى تربة تتوامض حبيباتها تحت الشمس كلآليء وسط ديجور لا متناهٍ من ذرات رمال ثواها الظمأ، وبساتينها المثقلة باشجار النخيل والحمضيات والرمان والمشمش تخرّم مساحات شاسعة اقتطعتها بالأتفاق سواعد وذاكرات الفلاحين فيما بينها ليكوّنوا منها شبه مقاطعات من غابات تتوسطها بضع حجرات مبنية من آجر وصلصال ومسقفة بالبواري والبسط... وغير بعيد عنها غرف اخرى اقل ارتفاعاً تتنفس في احشاءها الابقار والاغنام والدواجن...

وذات عصرٍ من عصاري الخريف بخطى قلعة وعيني على الأفق كمن ينتظر زائراً لمحته يتقدم بين تلتين بخطى وئيدة هادئة، ثم وبعد دقائق بان خشبه الملون ومقدمته المدببة كرأس طير وهو ينفث دخاناً اسود، فهمست لنفسي.

لقد جاء الباص الخشبي اخيراً...

وعندما حاذاني توقف وأطل وجه السائق واعطاني مظروفاً ارسله صديقي من بغداد، فانحدرت نحو البيت الملحق بمستوصف القرية حيث اسكن والذي يتميز (بأبهته) عن سائر البيوت وبمعيته جنوباً مدرسة اسمها على اسم القرية، جلست على تخت خشبي في طوار البيت وفضضت غلاف المظروف واخرجت الكتاب، فهمست..

واخيراً حصلت عليك

وكان بيدي كتاب يقول عنوانه

[قصص عراقية معاصرة

   دراسة ونقد

     فاضل ثامر وياسين النصير]

والذي ساعدت وزارة الاعلام العراقية على نشره عام 1971، وعبر هذا الكتاب قرأت اخيراً قصته (الملجأ)، واثلج صدري ما دونه الناقد فاضل ثامر عن سركون بولص والذي سأورده الان بحذافيره.

"ان سركون بولص قاص مثقف، بدأ بداية طيبة وجريئة في الكتابة القصصية إلا ان الصحافة والترجمة سرعان ما التهمته وحددت قدراته الابداعية. وهو يحتل مكانة طيبة لأنه كان من الاسماء القصصية الأولى التي دشنت الستينات بهذه الاتجاهات القصصية الجديدة في العراق. اذ بينما كان معظم قصاصي الستينات الشباب يضعون اولى خطواتهم في طريق الكتابة القصصية وكانوا في طور (التلمذة) والتكوين كان سركون بولص قد استطاع ان يفرض وجوده قاصاً متمكناً يمتلك ادوات القاص الواعي. إلا انه ظل اسير تلك النزعة التشاؤمية والوجودية التي اغرقت عالمه القصصي بالعبث واللامعنى والرفض. ومع ذلك يظل سركون بولص اسماً لا يمكن اهماله بعين قصاصي الستينات كان يؤمل منه الشيء الكثير. إلا ان هجرته خارج العراق واشتغاله في الصحافة اللبنانية حرم القصة العراقية منص وت ذكي وعميق ومثقف" ص38 ـ 39.

وقال المؤلف الثاني للكتاب ياسين النصير في مقدمته: "ويميل سركون بولص الى تزاوج عالمي الخيال والواقع في القصة الواحدة، ولعل مرد ذلك اللغة الشاعرية التي يستخدمها بذكاء فتغلب على امكانية حركة الاشياء عنده. في قصصه ـ صباح ما هناك ـ جو مأساوي يمتزج فيه الحلم ـ يتمنى البطل في الهروب ـ والواقع في معايشته لواقعه النفسي القلق ـ ان سركون محب للمغامرة والتجربة وفي هذه المجالين مدى واسع من الرؤيا والاحلام اللذين يفجران عند القاص امكانية لغوية جيدة" ص20،،،... وبقيت مسكوناً ومنبهراً وممسوساً بالأجواء الوجودية الملغومة التي زرعها هذ القاص المتجدد عبر قصته المختارة (الملجأ).... ـ التي عثر عليها اخيراً الشاب الحنطي النحيل ـ... فإنني قرأتها ليلتها اكثر من اربع مرات، وفي كل مرة كانت كينونتي القصصية الطالعة لتوها من التربة والمشرئبة باستحياء في حنايا الصحف والمجلات التي كنت ازدهي بها وهي تنشر قصصي الأولى،... تتشرب بمعنى جديد لهذه القطعة الأدبية الراقية المسبوكة بلغة متفجرة مشاكسة غير مألوفة، موحية خالية من الحشو والاطناب وامراض الانشاء القاتلة، والمشرقة بنسيج جملها الرشيقة التي تفصح عن ذائقة ادبية ابداعية عميقة مثقفة، ازاحت قليلاً بنزعتها الوجودية البحتة، نفوري السابق وعدم اعجابي بالموجة الوجودية التي ابتكرها جان بول سارتر، وسيمون دي بوفوار، وصموئيل بيكيت، والبير كامو، الا ان سركون بلمجأه، لم يعدم او يصفد الابواب امام الأمل والحياة رغم تسربل قصته بالسوداوية، وان تصرف بطل قصته في ختام القصة لم يكن نابعاً فقط من عبثيته وسأمه، بل لأجل شيء آخر، اكتشفته فيما بعد، بعد مضي ثلاثة عقود، عندما اعددتها لإذاعة محلية ضمن برنامج (القصة القصيرة)... عندما ابصرت ولم اقرأ البطل، وثمة معادلة غير متوازنة بين الابصار والقراءة، حينها ايقنت، كم كان هذا القاص متقدماً على عصره، وما عزّز يقيني به، وبصرامته مع نتاجه القصصي، انه لم يصدر خلال سني ابداعه الا مجموعة قصصية واحدة، والذي يقرأ قصصه بين دفتي الكتاب، او قصصه الموزعة في بطون الدوريات والصحف، يعرف تماماً ان سركون لم يبتعد عن الكتابة القصصية، بل كان مقلاً في النشر، ولم تنضب قط موهبته القصصية، بل كان مترثياً في اظهارها للناس، لعل العمر يطول به بعد ان يحفر مجراه الابداعي الخاص في انضاح قصيدة النثر ومشروعها السرمدي في البقاء جنباً لجنب مع سائر الابداع الشعري، ثم يعود لا ليحمل صولجان القصة، بل ربما الرواية ايضاً.

 

• ربيع عام 1997

في غرفة رحيبة في الطابق الثاني لدارة والدي الكبيرة المشيدة وفق الطراز الشرقي، رن جرس الهاتف، رفعت السماعة، جاءني صوت الاديب روبن بيت شموئيل من بغداد عبر الهاتف، وسألني مستعلماً..

- هيثم.. هل سبق وان التقيت سركون بولص من قبل..؟

فأجبته بأسى وأسف..

- لا..

- هل قرأت له؟

- طبعاً، اغلب قصصه وبعضاً من قصائده.

فاجأني سؤاله.

- اريد ان تكتب عنه؟

اجبته على الفور..

- ان اكتب عن سركون، هذا شرف كبير، ولكني لست ناقداً.

فأجاب مصححاً..

- كتابة انطباعية.

- عن الشاعر او عن القاص؟

- عن سركون القاص..، لانني بصدد تأليف كتاب عنه باللغتين السريانية والعربية واستكتبت الكثير من الشعراء والقصاصين للكتابة عنه، اراءهم السريعة عن قصصه وقصائده..

قلت له مشجعاً..

- مشروع ذكي وجميل يا روبن.. اهنئك مقدماً..

فقال بتوكيد..

- صحفة واحدة لا اكثر..

- سأحاول

واقفلنا الخط، وجلست اردد الاسم.

- سركون بولص

وتذكرت قصصه التي لا تتعدى اصابع اليدين المبثوثة بين دفتي "الاداب والعاملون في النفط"، والتي اغلب ابطالها انسان مثقف عصامي انزوائي، يعلك الاماكن المغلقة، وتعلكه الزوايا والابواب الموصدة على انفاس شبقة وعتمة سادرة، الذي يتخذ اسم يوسف في بعض القصص، يوسف الضجر، السادي، الانطوائي، السادر في الوحدة، الذي يحاول ان يسلفن حياته الخاصة باسوار من الغموض والصمت الموقوت الذي يمكن ان يتفجر في اية لحظة ويحيل كل شيء الى خواء، والذي يحاول ان ينتزع الارقام التي توازي طرفي المعدلة المتشكلة من ذاته القلقة الحائرة، والعالم المبثوث حوله الزاخر بكل الحيوات الانسانية بكل تشابكاتها السالبة والموجبة منها، وما كان يتمحض من هذه الفعلة التي يمارسها يوسف مع ما حوله من تقوض في المعادلة وتتهاوى على اثر فعلته قصور وهمية من قناعة زائلة، تكون الغلبة فيه في النهاية الى الطرف الأول من المعادلة.

وحالما كنت أتممّ القصص هذه كان اليقين يحتويني ان يوسف هو القرين اللجوج الرابض في اعماق سركون، والذي حطم قمقمة وانطلق من صحراء العراق الغريبة ذات يوم وزوادته قلم وقرطاس وبعض الاوراق المدعوكة في جيب سترته. وبعض الامل في حياة توازن طرفي المعادلة في دياميس المدن المطمورة بالكآبة والاهمال فطار به القرين نحو بيروت ليتلفه يوسف الخال ويرسله الى واحة ظليلة اسمها (مجلة شعر) حين استبدلت جلدها القديم لتكتشف العراقي سركون بولص على حد قول الشاعر انس الحاج ومن ثم الى مجلة (مواقف) التي كان يديرها الشاعر ادونيس. ولكن بيروت على ما يبدو كانت فقط المحطة الأولى في رحلة المحطات الآتية: سان فرانسيسكو، اثينا، باريس، بودابست، برلين، امستردام،... الخ، وسركون ما ان يحط قدميه، كطير مهاجر، على شجرة ويتوائم مع نسغها الصاعد والنازل، حتى يحس بعدم جدوى ذلك، فيحط في شجرة اخرى، وهكذا دواليك، شجرة تسلمه الى شجرة، وغابة تسلمه الى غابة، وكل الغابات ما استطاعت ان تكون له وطناً، بل ان عينيه، وحتى اغماضتهما الاخيرة، كانتا تتطلعان بشوق نحو مرتع الصبا في الحبانية واليفاعة في كركوك، والرجولة المبكرة في بغداد، واخيلته تبرق بحكاية رحلة اجداده الذين عاضدوا الالم بحنكة وجَلَد الاجداد الصناديد، في رحلة الموت من شعف الجبال، وحتى بطون السهول، فكيف لطائر هذا جذره، ان يتخذ من وطنٍ غير وطنه ملاذاً له.

فامسكت القلم وكتبت هذه السطور التي نشرت بين دفتي الكتاب الذي اصدره الاديب روب بيت شموئيل عام 1998 بعنوان: [سركون بولص... حياته وادبه] وباللغتين السريانية والعربية.

وكانت سطوري: "المبدع المقل

قاص ستيني، مثابر، مجدد، مقل، ترك بصماته الواضحة في تطور وتقدم القصة العراقية القصيرة، لغته ثرة موحية، اسلوبه جزل رشيق، تركيبة جملته متماسكة انيقة، عوالمه غريبة متفردة، يجبر القارئ حين يفرغ من قراءة قصة من قصصه على افراغ احشاءه (قصة الملجأ) او ينتحب اسىً وشجناً دون دموع او نشيج مسموع (قصة: وغمرتني اليقظة كالماء). يتقن اكثر من لغتين، خزينه المعرفي ثر موسوعي، خاض غمار القصة كما ينبغي لفارس شجاع دون ان يترجل عن صهوة جواده، مخيلته عميقة في ثرائها، وشهيقه عميق في فتوته وديمومته، ونبض قلبه عميق قوي في تدفقه، ولكن انقطاعه عن النشر (والكتابة) جعل القصة العربية تفقد واحداً من كتّابها المجددين.

انه القاص المبدع سركون بولص."

• عودٌ على بدء..

جاءني الصوت كريح تتكسر على شعاف جبال قصية شاهقة..

- استاذ..

ارتدتني الرعدة وانا اعود الى نفسي، فالتفت وقلت..

- نعم.. نعم.. ماذا حدث..؟

من خلل نظرة متفرسة عميقة اجابني جليسي الايمن على الحاسوب..

- لأكثر من ساعة لم تتصفح من الحاسوب إلاّ هذه الصورة.

وأشار إلى صورة سركون المصفدة على الشاشة والمطوقة بشريط أسود أعلى الزاوية اليمنى من شعره.

 

هيثم بهنام بردى

في المثقف اليوم