شهادات ومذكرات

رد علي الدباغ على سليم الحسني

ali adabakد.علي الدباغ يكشف من خلال رده على د. سليم الحسني، عن أرقام ومعلومات خطيرة حول صفقة السلاح الروسي.

 

السيد سليم الحسني المحترم ..

تحية طيبة

أودّ ان أشير الى انك تحاول توثيق معلومات تعتبرها صحيحة وتستقيها من أشخاص تقدح انت غالباً في مصداقيتهم وفي فعلهم وفي قولهم وتعتبر الكذب صفة ملازمة لهم وهذا يستوجب ان لا يكون فعلهم وكلامهم حجة عندك، وفي مقدمتهم عزت الشابندر ونوري المالكي بينما وثّقت وأكدت ورددت فعلهم وكلامهم بما يتعلق بصفقة السلاح الروسية وكان توثيقك صدىً كاملاً لعملٍ دنئ ارتكبه جناة غارقون في الفساد، وكان للمالكي الدور الأكبر فيها في تصفيتي وتشويه سمعتي بأن زجّ اسمي عن طريق طاقمه الإعلامي في ضخ إعلامي مدفوع الثمن. بل انك أضفت إتهامات أختلقتها أنت عن تقبلي الرشاوى في اتهام لا يمكنني السكوت عنه.

بداية أودّ القول في ان ماكتبته انت عني والاتهامات التي رددتها والتي إختلقتها، إن كان صحيحا- وهو ليس بصحيح- فاني اطلب من الله المغفرة والعفو، وان كان ماقلته انت غير صحيح - وهو بالتأكيد غير صحيح- فاني اسأل الله لك الهداية لطريق الحق لتتجنب ان تقذف ابرياء بتهم باطلة سيحاسبك الله عليها.

وحيث انك أخذت بظاهر الأمر من مواقع الإنترنيت والحملة الإعلامية المدفوعة الثمن وخصوم سياسيين لا يمكن قبول شهادة لهم وقد تبين حجم فسادهم وإفسادهم وحبكهم المؤامرات والتسقيط السياسي بما لا يترك اي هامش للشك او الظن في سلوكهم بل اصبح صفة متلازمة لهم اودت بالبلد لما وصل اليه، وقد أجد بعض العذر للقارئ العادي ان يتأثر بما يُنشر مرئيا، مسموعاً ومقروءاً لكني لا أعذر شخص مثلك يريد توثيق أحداث مهمة بأن يأخذها كما يوجه لها الفاسدون والمفسدون وتجار الرذيلة وسماسرة الشرف وسُراق قوت الناس دون أن يُقلّبها في ثنايا عقله ليستنبط من بواطنها ما يُمكن ان يُقال عنه انه أقرب للواقع التي جرت به الأحداث، وإذا كان هكذا وبهذه السطحية يُكتب التأريخ فاني أنصح مخلصاً ان تعيد الكثير من الوقائع التي رويتها في حلقاتك السابقة لأنك إستقيتها دون ان تُقاطعها أو تتحقق منها على الأقل لتعرف الوجه الآخر لتتمكن ان تستنبط منه ما يرتاح له ضميرك وما تقتضيه الأمانة والدقة والتوثيق في الرواية.

وقد دفعني لان أكتب لك ما قلته في احدى حلقاتك بأنك ستراجع نفسك في ما كتبته إن تبين لك خطأ ما ترويه وتكتبه لكي أرى مدى التزامك بما ألزمت به نفسك ككاتب يحاول توثيق مرحلة مهمة من تأريخ البلد عصفت به الامواج.

وأود هنا ان أضيف وأبيّن بعض مما امتلكه من حقائق عن صفقة السلاح الروسية وهي أعمق بكثير مما ظهر لك ولغيرك من المتابعين وليكن هذا بداية لك ان تستزيد من غيري لتتعمق وتكتشف مافيا الفساد وانتشارها، والى أين تطور امر صفقة السلاح الروسية ومن أدارها في النهاية لتقع على أصل اللعبة والسيناريو ومنابعها وأيلولتها.

صفقة السلاح الروسية بدأت بزيارة وفد كبير برئاسة وزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي في آب ٢٠١٢ حيث بقي الوفد طيلة شهر رمضان يتفاوض على صفقة كبيرة محاطة بكل الكتمان والسرية حسب ما تقرر في الاجتماع الأمني الوزاري الاسبوعي. رجع الوفد بنتائج عالية الإيجابية كما أوجز ذلك الدليمي في مجلس الوزراء.

بعدها بأيام وصلتني معلومة مهمة مِن موسكو بأن هناك مجموعة وصلت جزء منها عراقي - تبين لي فيما بعد انها ترتبط ارتباطا وثيقا بمركز القرار- ، هذه المجموعة دخلت على الخط لتقدم نفسها على انها المفاوض بتفويض من القائد العام للقوات المسلحة وليس وزارة الدفاع وقد وصلتني المعلومة موثقة من الحلقة القريبة من بوتين والذي كان وقتها رئيسا للوزراء وبيده مفاتيح السلطة، عن طريق صديق مهم وزير سابق في روسيا ويرتبط بالكرملين مباشرة وليس له أي مصالح في العراق. وقد تجنبت بداية ان أخبر المالكي بذلك لأيام في صراع ذاتي مع نفسي بأني لا اريد ان ادخل في مافيات الفساد التي كانت مرئيّة لي ولغيري، لكني في النهاية حسمت هذا الصراع مع نفسي وأخبرت المالكي إبراءاً لذمتي امام الله ووفاءاً لبلدي في يوم ١ أيلول ٢٠١٢، بان مجموعة دخلت على الخط وتقدم نفسها بأنها مفوضة بالتفاوض مع الروس، كل ذلك ولا ازال لم اكتشف ان هذه الخلية نافذة ومتمكنة، قد يكون غفلة مني او سوء تقدير، إستدرجني المالكي باهتمامه العالي للحصول على معلومات أدق وأوثق من الجانب الروسي وطلب مني التواصل مع مصدر المعلومة للحصول على تفاصيل أكثر وحاولت بذلك مع الوزير الروسي، ورجعت للمالكي تحديدا في ٦ أيلول ٢٠١٢ بان الروس لم يُفصحوا لي عن أي تفاصيل. تسرّب خبر تلك المجموعة المفاوضة في الصحافة الالكترونية عن طريق موقع إلكتروني كان قريبا من جهة سياسية مهمة بتفاصيل شبه دقيقة عن القصة، وأشهد للذمة والامانة باني لم أتحدث عما وصلني من معلومات لأي شخص مطلقا، تأكدت حينها بأن الاحتمال الأقرب بأن ذات المصدر قد سرّبَ المعلومة لتلك الجهة التي تحدثت عن المجموعة بأنها من حزب الدعوة، وفاتحت المالكي بنهاية أيلول بمقترح بان ندعو الشخص الذي اعطاني المعلومة و القريب من بوتين - والذي كان مصدراً لتلك المعلومة- لبغداد ليقابل المالكي ويعطيه الصورة مباشرة بنفسه (هذا الشخص معروف للمالكي وقد زار المالكي والطالباني مهنئا بالولاية الثانية ناقلا رسالة شفوية من بوتين في شباط ٢٠١١)، وفعلا جاء الرجل لبغداد بزيارة سرية لعدة ساعات يوم الثلاثاء ٢ أكتوبر ٢٠١٢ قبل الزيارة الرسمية لموسكو بأسبوع وكان الحضور في اللقاء المالكي والضيف ومترجمه وانا والسيد حامد الموسوي (مدير مكتب المالكي)، وقدم الضيف إشارات واضحة للمالكي عن ما يدور عن الصفقة في موسكو ونصح ان يكون هناك اتصالا مباشرا بين بوتين والمالكي لقطع الطريق امام اي جهة قد تدخل على خط الصفقة الروسية. وانتقلنا بعدها للغذاء في بيتي حيث ردد عليّ الضيف بان اؤكد على المالكي قطع الطريق على اي جهة تريد الدخول على الخط، وفعلا فقد فعلت ذلك في اليوم التالي يوم الأربعاء حيث أخبرت المالكي في لقائنا الصباحي وبحضور السيد حامد الموسوي ايضا(وهو شاهد وحي يُرزق وتستطيع ان تستوثق منه عن هذا الحديث وحديث الامس، حيث هو في لندن) بان الضيف أكد عليَّ بأن أعيد ما قاله بصورة أوضح اذا كان توضيحه ليس كافياً. كل ذلك ولحد هذه اللحظة فاني لم أُدرك بعمق هذه المجموعة ومدى نفوذها وارتباطها، إلاّ في اليوم التالي لوصولنا لموسكو حيث رأينا وسيطا لبنانيا معروفا بانه سمسار محترف وكان قد استطاع ان يتسلق ليصل الى حواشي المالكي يتردد على فندق الراديسون الذي كان مخصصا للوفد للإقامة فيه ويصعد للطابق العلوي ليلتقي بأشخاص معلومين كانوا ضمن الوفد الرسمي، أدركت حينها ان الامر أعمق بكثير من خلية سمسرة وان السمسار هو من داخل البيت.

عند عودتنا من موسكو بدأ المالكي يتحرك ويفبرك قصة عن بوتين، استطعت ان أثبت كذبها نقلا وعقلاً، عقابا صارما لي لأَنِّي عرفت أكثر مما يجب وتدخلت في أمر جلل وولجت بابا كان مستورا وفي غاية الكتمان والسرية، هنا برز كل الخلاف المتراكم والازمات التي كنت اعانيها من حواشي المالكي ليبدأ التآمر المنظم، سأترك الحديث عن هذا التآمر لفرصة أخرى ولنركز على الصفقة الروسية.

لدي تسجيل عن المالكي (ضمن ما امتلكه بين يدي من تاريخ غني) في لجنة الأمن الوطني والتي تسمى مجلس الأمن الوطني تحدث فيها عن الموضوع بناءا على استفسار من هوشيار زيباري بأن لا معلومات لديه عن اي شخص مرتبط بالامر وهو يحقق بذلك وان الصفقة الروسية ستمضي بقوة.

بداية الشرارة كان إيميل من مكتب المالكي لأحد الاعلاميين مرتبط بالمستشار الإعلامي للمالكي عن قصة مفبركة حُشر فيها اسمي كيداً، وحصلت عليه من صديق، ونسي هذا الإعلامي ان يحذف اسم المرسل الاول الذي هو المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء ولَك ان تتصور عندما يرد لأحد الاعلاميين خبراً بهذه الجرأة فيه اتهام صريح للناطق باسم الحكومة بالضلوع في صفقة سمسرة للسلاح كيف سينتشر وكيف كانت خطة ما بعد تسريب هذا الايميل. وقد أطلعت المالكي على هذا الامر وانه شخصيا يستهدفني باغتيال سياسي وكيدٍ واضح وكان ذلك آخر لقاء لي معه الى نلتقي عند الحكم العدل لأقاضيه اذا لم يكن بالاضافة الى ذلك وقوفي امام محكمة موثوقة تحاسب الرجل على كل فترة حكمه. هذا الايميل كان جزء من الاتهام والذي خطط له المالكي للإساءة لي.

هذا الايميل أطلعتُ عليه كل من الشيخ عبد الحليم الزهيري والسيد عمار الحكيم والسيد الجعفري واسامة النجيفي وهادي العامري وعادل عبد المهدي وهمام حمودي ضمن دفاعي عما يخطط له حواشي الرجل. ويكفيني دليلاً باني وقفت في مؤتمر صحفي لأعلن باني قد أخبرت المالكي بالقصة في أكبر تحدٍ لمصداقيته والتي أنكرها وكذبها ويعرف من يحيط به بأن كلام الرجل كيدا وزوراً وكذباً كما هو معروف عنه.

سؤالي لك ولكل من يدور في خلده أني ضالع ولو بنسبة بسيطة في هذا الفعل الفاسد؟

كيف يمكن لي ان ادخل لأمرٍ كبير بهذا الحجم مُحاط بالكتمان والسرية وما هو تأثيري فيه؟؟

وهل دولة مثل روسيا الاتحادية بهذه السذاجة حتى ادخل انا على هذا الامر ويقبلون مني ان أكون وسيطا؟

اضافة الى ان التأثير الكبير على هيئة القضاة من قبل أشخاص معروفون لك وغير معروفين حاولوا ان يعيدوا كل التحقيقات في هذه القضية في هيئة النزاهة ومحققيها والقضاء ومحاكمه بطريقة مثيرة للعجب، لزج إسمي كمتهم في القضية لعدة مرات، لكن كل كيدهم كان في تضليل ولم يفلحوا وبقيت شاهداً في كل المراحل المعادة والمتكررة من التحقيقات وأعطيت لهم ما أمتلكه من معلومات عن هذا الامر ولم يستطع أحد وبكل الضغوط ان يجد اي شعرة ارتباط لي في ما رواه المالكي وبطانة السوء وخلية الشيطان التي كانت تحوط به.

الى هنا اكتفي بالحديث عن الصفقة الروسية ولا زال لدي أكثر فيها، لانتقل لما أسهبت في الحديث عنه والنيل مني باني اقبل الرشاوى، وحيث ان الكتابة أمانة امام الله وامام الناس عليّ وعليك وعلى كل من يكتب، فاني أقول امام الله أني لم اتوسط في أي معاملة تجارية أو عقد او صفقة مدنية او تجارية او عسكرية او اي عقد مرتبط بالدولة لأي شخص قريب مني او بعيد مع اي وزارة او مؤسسة من مؤسسات الدولة بل وأتحدى بثقة مطلقة اي شخص يستطيع ان يُبين باني فعلت ذلك خلال وجودي في مهمتي الرسمية واُضيف على ذلك باني لم أمارس اي عمل تجاري لنفسي خلال تلك الفترة.

من خلال كل ذلك اختم حديثي لك بأني اقبل من ينقدني عن أدائي المهني ولا أغفر ولا أقبل لمن ينال مني ومن سمعتي، وأتجنب الحديث عن نفسي لان ذلك مذمة لي لكني أدرك وبكل وعي مسؤوليتي الوطنية والشرعية ولن يفت في هذا الإدراك ما تعرضت له كما تعرض غيري من أشخاص تحدثوا ونالوا مني لا يوجد من بينهم صالح او صادق وهكذا عندما تأتي المذمة من هؤلاء فلا ضير ولا بأس.

ختاما وجب عليّ ان ابين لك بعض ما خفي عنك من حقائق وخفايا.

شكرًا

 

علي الدباغ

...................

للاطلاع على جميع مقالات: إسلاميو السلطة للدكتور سليم الحسني

http://almothaqaf.com/index.php/special/895570.html

في المثقف اليوم