شهادات ومذكرات

صحفيون برتغاليون في الذاكرة.. رؤول براغا نموذجا

faysal roshdiيبدو أن بلد البرتغال هو بلد غائب عن ثقافتنا العربية، فعندما يرتبط الحديث بهذا البلد فإننا نقف عند خمس شخصيات، أربعة في الرياضة وشخصية واحدة في الأدب. فأبرز الوجوه الرياضة المعروفة هناك: أوريزبيو، لويش فيكو، كريستيانو رونالدو، جوزي مورينو. أما في الأدب فهناك جوزي ساراماغو الحاصل على جائزة نوبل للأدب عام 2010، وكأن هذا البلد لم ينجب سوى هؤلاء. ماذا عن الصحافة البرتغالية؟ لماذا لا نسمع بها في عالمنا العربي؟ ومن هم أهم الصحفيين البرتغاليين؟

هذه الأسئلة تقودنا إلى بحث عميق، فالصحافة البرتغالية، تقتصر على الشأن البرتغالي بالدرجة الأولى ثم يلي ذلك الشأن الأوربي، ثم الشأن العالمي. إلا أن أحداث الربيع العربي جعلت البرتغال تهتم بالشأن العربي، لأن منطقة الشرق الأوسط منطقة توتر. ولا ننكر أن العرب لم يهتموا بالشأن البرتغالي وهذا راجع إلى عائق اللغة، وكذلك المترجمين المهتمين بالشأن البرتغالي الذين يعدون على رؤوس الأصابع .

فبالعودة إلى مسألة أساسية، وهي اهتمام الإعلام البرتغالي بالشأن العربي، فقد أصبحت أهم النقاشات في البرامج التلفزيونية البرتغالية تخص الشأن العربي، من خلال تسليط الضوء على دول الربيع العربي: تونس، مصر، ليبيا، سوريا، اليمن. وهنا برز الصحفي البرتغالي اللامع رؤول براغا بيرش raul braga pires في تحليل أحداث التي تقع في هذه الدول، من خلال تحليل دقيق ونظرة ثاقبة في تحليل الأحداث. لم يكتفي رؤول بالشأن السياسي بل حتى مجالات أخرى تطرق اليها وهي كالتالي : ثقافية، اجتماعية، ورياضة.

رؤول براغا هو خريج المعهد العالي للعلوم الاجتماعية والسياسية، المعروف باسم iscsp بالعاصمة البرتغالية لشبونة، بالموازاة مع دراسته في المعهد، اطلع على الثقافة العربية الإسلامية، جعلته يهتم بها أكثر فأكثر بهذه الثقافة . لم تكن الدراسة هي التي جعلته يحب العرب، بل هو حب قديم ارتبط به براغا حينما كان يدرس التاريخ العربي في الأندلس.

سافر رؤول الى المغرب من أجل التعرف أكثر على الثقافة العربية، فدرس هناك واحتك بالمجتمع المغربي وعرف خصوصيات الثقافة العربية الاسلامية، المبنية على التسامح والاحترام الآخرين، فأعجب بهذه الثقافة، فبدأ رؤول في تعلم اللغة العربية التي اعتبرها من أجمل لغات العالم.

بالموازاة مع عمله أستاذا في الجامعة، عرف العالم العربي ما يطلق عليه بالربيع العربي، فكتب كتابا حول هذا الربيع بعنوان" الربيع العربي في المشرق و المغرب" وهو كتاب يحلل فيه براغا الأسباب التي قادت إلى ثورات بهذه الدول.

عودته إلى البرتغال، كانت عودة لابد منها، إذ أصبح من أهم الصحفيين، قدمت له عروض كبيرة جدا من طرف قنوات تلفزيونية، فلبى رغبة الانضمام إلى التلفزيون sic، الذي قدم فيه برنامجه الشهير مختارات رؤول براغا بيرش. رصد فيه كل ما يتعلق بالشؤون العربية وكذلك الإفريقية، وأصبح أشهر صحفي في البرتغال.

برنامج براغا هو بمثابة نافذة برتغالية على العالم العربي، استطاع صاحبه أن يصبح من أفضل الصحفيين البرتغاليين، فهذا الاسم رؤول براغا بيريش هو مفخرة البرتغال في العالم.

 

فيصل رشدي، باحث من المغرب

 

في المثقف اليوم