شهادات ومذكرات

الأديب الشاعر والفنان قاسم عبد الهادي السواد

qusay askarاليوم بعد بضعة ايام من وفاة الرسام القدير صديق الطبيعة الفنان ربيع عودة فقدت التنومة قاسم عبد الهادي السواد ذلك الشاعر والفنان الذي أحب الشعر والمسرح والذي كنت انا وإياه والدكتور صدام فهد الاسدي نتسابق ونحن نخرج من إعدادية العشار بعد دوام الظهر الى سوق الهنود حيث العربات التي تبيع الكتب الواردة من بيروت  او نقصد بائع الكتب الشهير على الرصيف مقابل سينما الرشيد.

كل هذا ونحن ما زلنا في المتوسطة والثانوية نفكر بالدروس وبروايات مكسيم غوركي ومسرحيات أسخيلوس وسوفوكليس فنظن العالم شعرا ومسرحا وكتبا وثقافة ومنبعا خصبا للخيال والجمال.

امتاز الفقيد بكونه شاعرا رقيقا في الشعر الشعبي والفصيح. كتب المسرحية ومارس الاخراج المسرحي وكانت اول مسرحية له اخرجها ومثلها مع مجموعة من طلاب إعدادية العشار وهو في الصف الخامس الثانوي ثم عمل بعد تخرجه مذيعا ومقدم برنامج في تلفزيون البصرة، ومن مؤلفاته مجموعة شعرية صدرت عام ٢٠١٣ في دمشق/ سورية بعنوان طيور المساء تسافر في الصيف، من مقدمتي للمجموعة اقتطف الآتي:

عرفت قاسم عبد الهادي السواد منذ ما قبل المرحلة الثانوية شخصا متعدد المواهب فهو كاتب ومخرج مسرحي وشاعر شعبي وشاعر ينظم الشعر العمودي وشعر التفعيلة وقصيدة النثر وذلك يعني ان له خبرة في الشعر وممارسته ومعرفة فنونه وطرقه وعوالمه من تشبيهات واستعارات وصور وغيرها لان تجاربه القديمة كانت تشير الى شاعريته وموهبته في هذا الفن..،،،،.

من شعره في مجموعته (طيور المساء تسافر في الصيف)

 

قصيدة: هاجس على نهر الشعيبي

 

جرحك معتقل في راسي

وأشجار الخرنوب على نهر الشعيبي

مطعونة بوجع الأنين

وانا اكثر اضطرابا

من ذي قبل

مفتونا بالخطوات الاولى

وطالعي يحمله العرافون

دون رؤى

لارض لاتسكنها الروح

ولا تحرسها اقبية الملكوت

 --------------

نهر الشعيبي نهر صغير في منطقة التنومة وهو فرع من شط العرب

 

قصيدة: رسالة الى امرأة بابلية

 

ترجلت عند بابل وأيقنت

ان رعشة من ظلال السواقي

لن يمسها البرد

لانها استضافت أولى خطوات الفجر

ثم راحت تواريخ اهلي

تتجلى عند سحابة من شتاء

تلبس دمع الفصول

وتتحجر على صدر امرأة بابلية

تستفيق وترتدي مزهوة

جرح الوطن

 

في المثقف اليوم