شهادات ومذكرات

لقاء محمد بشير: فناننا العزيز طه سالم

ولد الفنان طه سالم عام 1930، دبلوم لخمس سنوات في معهد الفنون الجميلة، قسم فنون مسرحية. مؤلف مسرحي ومخرج وممثل حاز على جوائز عديدة بالإبداع والريادة. آخرها تكريم الجامعة للرواد العرب الثاني في الأدب المسرحي. يعد سالم من مؤسسي نقابة الفنانين في عام 1969 وعضو أول مجلس نقابة مركزي مَثَل في كثير من الأفلام العراقية وكتب حوار وسيناريو للسينما وكذلك عمل كمساعد مخرج وطبعت له عدة مسرحيات منها: مسرحية (فوانيس)، ومسرحية (حسن أفندي)، ومسرحية ( كتاب الجدار) التي تحتوي على ثلاث مسرحيات، ومسرحية (الدولاب)، وغيرها من المسرحيات. ويهاجم طه سالم في أعماله المسرحية، التي هي (طنطل) و(مامعقولة) و(البذرة) استغلال الإنسان للإنسان والظلم الاجتماعي في المجتمع العراقي.

 أن لغة نصوص طه سالم المسرحية (المنطوقة وغير المنطوقه) التي ميزت شخوص مسرحياته لم تكن ألا شفرات تؤثث لمعطيات جديدة عبر سلسلة متصلة، ومنفصلة من البث الإعلامي، مما شكل عبئاً في طريقة التعامل معها (إخراجيا) لا سيما في فترة ظهورها.

 تعتبر مسرحيات طه سالم، نقطة تحول وعلامة فارقة في خارطة وذاكرة المسرح العراقي والعربي، لأنها امتلكت عمقاً وخيالا غريبا، مفتوحاً على أفاق من التحليل والتغيير والتأويل، وهذا ما يجعلها مشاريع دائمة لعروض مسرحية.

 تقول د. شذى سالم عن أبيها : رغم أن رحلته مضنية وشاقة، ألا أنها تحمل الكثير من الفرح ففيها من الآلام والتحدي ما يعجز عنه اللسان، لكن الحمد لله تكللت بهذه الحصيلة الفنية وبالانجاز الذي سجله طوال مشواره مع المسرح وباقي الفنون، فانا فخورة بما حققه والدي، لاسيما انه أول من كتب بالتجريب وهذا واضح في نصوص أعماله التي أخرجها كبار فناني المسرح العراقي ولكن مع الأسف لم ينل استحقاقه مثل العديد من رواد الفن العراقيين.

 تضيف د. سهى سالم في قولها بان شهادتها مجروحة، فهو أنموذج للأب والمربي الفاضل وهو نصير للمرأة .يعد طه سالم، مؤلفاً مسرحياً وذخر للوسط المسرحي. فقد كان خطابه الإبداعي لم يتغير إزاء الأنظمة السياسية.

عدم نيل حقه ما زال طه سالم وقد تعدى الثمانين من عمره يشكو من ويذكر د.عقيل مهدي بحق هذا الفنان...

 مثل رواد كثيرين وأضاف تختزن ذاكرته بالأسماء الرصينة التي غيبتها النرجسية وغباء المنافسة غير الشرعية والعملقة الفحولية الزائفة.

 خص طه سالم ملحق “فنون” بالحديث عن سيرته قائلاً: كانت الولادة في مدينة الناصرية، نزحت عائلتي الـى بـغداد أواسط الثلاثينـيات، بـعد ان توفي والدي وأنا عمري ليلة واحـدة، عملت بنـاء وحـدادا وعامـل حفر آبار ارتوازية في شمال العراق وكاتبـاً فـي مجلس الأعمار ثم عينت معلماً ومشرفاً في النشاط المدرسي لانتقل الى الفرقـة القوميـة للتمثيل لأعمل كاتبـاً وممثلاً ومخرجا. أكملت دراستي فـي معهد الفنون الجميلة العام 1957 خلال دراستي فـي المعهـد قمـت بالتمثيل، فـي العديد مـن المسرحيـات وأبرزها (يوليـوس قيـصر لشكسبير وشهرزاد لتـوفيـق الحكيـم) وهـما مـن أخراج الفنان الكبير حقي الشبلي ومسرحية” هاملـت” أخراج إبراهيم جـلال. قال طه سالم عن المسرح العراقي الآن “لم يعد هناك تلك الأيقونات الجميلة التي كانت تخاطب الناس بالروح واللهجة العراقية..المسرح في العراق بعد أن ضاعت الهوية وصار البعض يسرق الأفكار ليقدمها من اجل ان يحصلوا على فرصة السفر الى الخارج.

 سالم الذي عانى في سنواته الأخيرة من مرض ضعف الأعصاب وارتفاع ضغط الدم العالي شكا من الإهمال الذي تعرض له وهو الذي رشحت مسرحيته” سكان المستنقعات”، التي قدمتها الفرقة القومية للتمثيل، في الثمانينيات ومعها عدد من مسرحياته، لنيل جائزة نوبل. سالم لم يتحسر عندما قال.. لم اشمل بمكافأة وزارة الثقافة.                                                                                            

  

 ا.م. لقاء محمد بشير حسن    

 جامعة بغداد/ كلية اللغات/ قسم اللغة الاسبانية

 

 

في المثقف اليوم