شهادات ومذكرات

الزبير مهداد.. كاتب متعدد المواهب

faysal roshdiهم كتاب وباحثون، ملئوا الدنيا وشغلوا الناس، كتاب لا تهمهم الشهرة بل يهمهم حب القراء لهم، واحترامهم وكسب ودهم، وربط علاقات معهم أساسها حب القراءة، واحترام الفكر، والحوار الذي هو تقدم لجميع شعوب العالم .

من بين هؤلاء الباحثين رجل يعتبر من أبرز الباحثين المغاربة، رجل راكم تجربة الحياة، وصمد في وجه تقلبات الدهر، فدرس العربية وشغف بها،  وأحبها حب الهيام، فما كان منه إلا أنه أصبح كاتبا، مساهما بمقالاته وكتبه  في خدمة للغة العربية.

وهنا الحديث عن الأستاذ الكاتب والباحث الأكاديمي المغربي الأستاذ الزبير مهداد. تعرفت عليه من خلال مقالة علمية في مجلة علوم التربية المغربية، كتب مقالا لا يزال في ذاكرتي، فبدأت  رحلة  البحث عنه، إلى أن شاء يوم وصادفته في صفحة الفايس بوك. غمرتني السعادة وأنا أتحاور معه، كان إنسانا قبل أن يكون كاتبا، إنسانا يساعد ويقدر الآخرين، منذ عرفته إلا وجدته رجلا محترما محبا للفكر والعلم، باحثا لا يدع شيئا إلا ويبحث فيه، فنماذج المقالات دليل شاهد على قدرة الرجل التي لا يستهان بها.

كتب في العديد من المواضيع وفي عدة تخصصات ففي مجال التربية والتكوين كتب مقالا مهما منشور في  موقع الحوار بعنوان: "مجتمع المعرفة أساسه المواطن القارئ"، عنوان يفتح شهية القراء، ويجعلهم يقرؤون المقال إلى نهايته. وهناك أيضا مواضيع في الفن مثل "دو لاكروا في المغرب..إعادة اكتشاف ماهية الفن والحضارة" منشور بجريدة الفنون الكويتية. للأستاذ الزبير من كل فن طرب، مواضيع جميلة، وهو أيضا قارئ نهم للكتب، ويعشق المسرح كما تشهد عليه مقالاته.

وهو كاتب أيضا بعدة مجلات عربية مثل: تراث الإماراتية، العربي الكويتية، البحرين الثقافية. وله أيضا مقالات أخرى في الثقافة الشعبية المغربية.

 كاتب متعدد المواهب، لا يكل من البحث حتى يوصل إلى القارئ ما يحبه ويرضى به، لا يقبل المواضيع الجاهزة،  بل يبحث عن المواضيع الشائكة التي يجد الباحث فيها نفسه في مأزق، هذا هو الباحث الذي أراد أن يقول للأجيال الصاعدة إن الباحث إذا أراد أن يكون باحثا فعليه بالعمل والصبر وأن يتخذ من المنهج طريقا له في البحث.

هو ذا الأستاذ الزبير مهداد، المغربي الذي يفتخر بانتمائه لوطنه المغرب هذا البلد، بلد  عرف  بحضاراته و فكره وفلسفته  والتعايش بين مختلف طوائفه.

الأستاذ الزبير هو من الجيل الذي يفتخر بهم المغرب، لأنهم في الحقيقة رفعوا علم بلدهم وعرفوا به البلدان الأخرى. فالأستاذ مهداد، كما عرفته لازال مدرسة، محبا للآخرين يكره الظلم ويحب الخير للجميع، محب لما هو جديد خاصة الأشياء التي تغني اللغة العربية، أو لها تقاطع مع هذه اللغة.

وفي الأخير لا يسعني إلا أن أقول بأنه طالما هناك شخص مثل الأستاذ الزبير مهداد في المغرب، فالثقافة المغربية لاتزال بخير ولازال أمثال الأستاذ مهداد يشجعون الأجيال الناشئة، ورأيت كل هذا في الشاعر الصاعد ابن أخ الأستاذ الزبير مهداد، الذي هو صورة طبق الأصل لعمه الأستاذ الكبير الزبير مهداد.

لعل أهم شيء يتمناه المرء في الحياة، أن يكرم الأستاذ الزبير مهداد لعمله الجبار في خدمة العلم والثقافة العربية عامة والمغربية على وجه الخصوص، آنذاك سنكون أمام الاعتراف من الجميع، بأشخاص تركوا بصمتهم على هذا الكون الرائع.

 

فيصل رشدي، باحث من المغرب

 

في المثقف اليوم