شهادات ومذكرات

دانا جلال بطل مؤمن بفلسفة تحتاجها اجيالنا

emad ali2كان الاخ دانا جلال الكاتب الثائر واليساري القومي المؤمن بقضايا متعددة ومنها ما تخص قوميته ومن الباب الانساني واهتم بالجميع شخصيا والكورد بشكل عام و من ضمنهم او الاولوية التي كانت عنده هو الفقير قبل اي احد اخر، كان اخر ما يفكر به هو المال والجاه وان كان يريد فلم يكن هناك عائق وكان امامه فرص عديدة . ولكنه لم ينس الهموم الاممية ايضا وان اصبح ما ثقل كاهل الكورد من قبل الاعداء من الغدرةبه عائقا لتوجهاته الطبقية وانساه مرات عدة مهمته الطبقية ومن حقه، الا انه اوفى بما يمكن ان يتمناه اي انسان بشل عام ليكون وفيا لقضية يؤمن بها حتى النخاع. ابن منطقة رزحت تحت غدر واعتداءات كثيرة ومتنوعة ونشا وابتعد عن موقع نشاته دون ان يبتعد عنه ولو للحظة بروحه، كانت ثقافته يُشهد لها ونشاطه وعدم الاكتراث بما تفرضه الحياة على الانسان بينا على وجنته الجميلة. ولم يهتم بامور شخصية بحتة ولا بطموحات ضيقة كما يتلهث اليها الكثيرون من ما يسمون بالطبقي في هذه المرحلة. عرفته وهو يبدع في كل الاتجاهات لم يقصر في كوردستان بشكل عام وكل ما تمكن فعله . كان دائم الحركة وحاول بما امكن من مساعدة الاخرين في امور شتى. اتذكر عندما قمت بترجمة كتاب وتضايقت في وقتها من طبعه ماليا حاول بشتى الوسائل من اجل صدور الكتاب الا انه كان في وقته بعيدا عني ورغم محاولاته من بعيد لم يستجب له في تلك المحاولات النجاح مهمتي اقرب الناس المتمكن اليه واعتذر بشكل لم انساه في حياتي ورغم انني وبكل ما امكن نجحت في المهمة ونشر الكتاب. الا انني ارتحت من محاولاته الجدية رغم عدم نجاحها، واتذكر كيف ابتهج لسماع صدور الكتاب وطلب ان اهدي عدد من النسخ لمن طلب منهم مد يد المساعدة لم يكن هناك استجابة لما حرص عليه، ولم يقدموا وقال لي بالحرف الواحد دعهم يرون الكتاب صادرا كي يعلموا وان لم يصيح الديك فان الفجر سينجلي، وارسلت نسخ من الكتاب الى من طلب مني العزيز دانا ان ارسل لهم الكتاب وهم ميسوري الحال ولهم الاسم في المنطقة وكم فرح وابتهج لذلك العمل وكانه هو نجح ف المهمة، كان هذا العزيز الكريم الحبيب دانا، وقال ساعود وو سنصدر الطبعة الثانية لنفاده في السوق وكذلك الكتاب الاخر وانتظره للابد. لقد فجعت من رحيله دون ان اتوقع ما يحدث واقول نم قرير العين العزيز دانا ونحن نلحق بك والقضية التي امنت بها هناك من يعمل عليها والاجيال كفيلة لتحقيق اهداف عظمية كنت انت تؤمن بتحقيقها . لك مني السلام والتحية وسارسل نسختك لمكتبتك وكاني اهديه لك شخصيا كما قلت ولن اعتبرك غائبا عنا . لك السلام وارجوا ان تتحقق اهدافك كما عملت بكل جد من اجل اراحة ضميرك ووجدانك في قضيتك الاهم. ايضا سوف اهدي كتابي الجديد اليك وكما قلنا انه يوضح ما نؤمن به والفلسفة التي يُفترض ان يؤمن بها كل فرد كوردي قبل اي اخر انسانيا وليس عرقيا، وطبقيا قبل ان يكون قوميا.

 

عماد علي

 

 

في المثقف اليوم