شهادات ومذكرات

جون هيرل وثقافة التصميم الهندسي

صالح الرزوقبقلم: ريشارد دينير

ترجمة وإعداد صالح الرزوق


كان صديقي وزميلي جون هيرل، الذي توفي عن عمر يناهز 90 عاما، أستاذا مستشارا باختصاص المنسوجات، وعميدا سابقا للتكنولوجيا في معهد العلوم والتكنولوجيا بجامعة مانشستر (Umist). وحتى الأشهر الأخيرة كان لا يزال يقدم مساهمات مهمة لفهم كيفية تصرف الألياف. عندما غادر جامعة كامبريدج في الأربعينات بدرجة شرف في الفيزياء، لم نكن نعرف سوى القليل عن بنية الألياف. ومن خلال مئات من البحوث، والعديد من الكتب والمقالات، نجح جون في تعزيز "ثقافة التصميم الهندسي". لقد كان رائداً في استخدام الكمبيوتر لتحسين أداء مجموعة واسعة من مجموعات الألياف: من الحبال البحرية الثقيلة إلى التنورات المصممة بدقة. بالإضافة إلى تحويل أفكارنا الأساسية وتطويرها، شملت إسهاماته تحسين الأقمشة ثلاثية الأبعاد وعالية التقنية وذلك في مجال العمارة والجراحة والفضاء والسيارات. 

ولد جون في غلوستر لأب اسمه وليام، وهو تاجر لوازم زراعية، وأم هي إيستر (الاسم الرسمي ستانلي)، وانتقل من مدرسة كريبت إلى كلية سان جون، في كامبريدج، ثم انتهى إلى الخدمة العسكرية. وأمضى بعض الوقت في مؤسسة الطيران الملكية، وفارنبورو، ومعهد شيرلي، وهو مركز أبحاث مخصص لتقنيات إنتاج القطن، قبل أن يذهب إلى Umist في عام 1949 ليعمل بصفة مساعد محاضر في مجال المنسوجات.

تزوج جوي بيبودي في عام 1955 وكان لديهم ثلاثة أبناءهم: ديفيد وأدريان وماركوس. توفيت جوي في عام 1982 بسبب نزيف في الدماغ.

بالإضافة إلى كونه رئيس قسم ناجح (ابتداء من عام 1974)، كان متحدثا دوليا بارزا، ورئيس شركتين صغيرتين هما: شركة توتال تكنولوجي إنترناشيونال وبرمجيات هندسة المنسوجات TexEng Software ، وكان مستشارا للعديد من الشركات الأمريكية (منها 30 عامًا مع دوبوان ابتداء من عام 1970)، وقدم مساهمات كبيرة في معهد النسيج (TI) كرئيس تحرير لمجلة بحوث منذ عام 1987 إلى عام 2000، ورئيسا لمجلس الإدارة بالإضافة لمهام أخرى. وبالنسبة لعموم المهتمين قام جون بتحرير كتاب “البوليستر: 50 عامًا من التطور: أفكار المستقبل ومكاسبها” (1993).

وقد كرمه “معهد المنسوجات TI” بالزمالة الفخرية، وشغر منصب نائب الرئيس، وحصد وسام وارنر وميداليات المعهد. وكذلك كرمه نادي الألياف الأمريكي ونادي التراكيب البريطاني (الريولوجي) بالعضوية الشرفية.  

وأنفق جون من أجل التراث المزيد الجهود وعمل بصفة رئيس لصندوق ميلور الأثري، حيث حصل على تمويل لمشروع الكشف عن واحدة من أكبر مصانع القطن التي تعمل بالمياه في القرن الثامن عشر في العالم، في ميلور، مانشستر الكبرى. وسبق ذلك حفريات لمدة 10 سنوات شملت اكتشافات من العصر البرونزي والحديدي، وبقايا رومانية ولقى من العصور الوسطى وذلك في حديقته الخاصة والأراضي المحيطة بها، تحت إشراف وحدة الآثار في جامعة مانشستر. في عام 2010 حصل على رتبة شرف في الإمبراطورية البريطانية MBE لخدمات علم الآثار.

وقدمته زوجته الثانية آن (آشوورث سابقا، ني ألدوس) للنشاط التاريخي المحلي بعد أن تزوج بها في عام 1985. وبمناسبة عيد ميلاده الثمانين تسلق بوفل في منطقة البحيرات الكبرى، وفي وقت لاحق سافر هو وآن إلى مرتفعات اليمن.

آن لا تزال على قيد الحياة مع أبنائه: ضمنا اثنان من زوجته هما ستيفن وكاثرين، وخمسة أحفاد وأربعة أحفاد من أب مختلف. بينما توفيت أخته باربارا قبله.

 

..........................

ملاحظة: درست في مخابر الأستاذ هيرل، وبإشراف الأستاذ ريشارد هوروكس، والدكتور هولمز. وتخلل ذلك زيارات متعددة إلى معهد شيرلي. وترجمت فصلا من موسوعته عن فيزياء الألياف التي أعدها بالاشتراك مع زميله الأستاذ مورتون (من جامعة مانشتسر). ونشرت ترجمة لبحثه: 50 عاما من تطوير أنسجة الصوف في مجلة ليبية تكنولوجية توقفت عن الصدور بسبب الحرب. وكانت بيننا مراسلات ودية لفترة محدودة. وحرصت على تدريس مؤلفاته في جامعة حلب طوال فترة عملي فيها.  اقتضى التنويه.

* المقال بقلم Richard Denyer والترجمة عن الغارديان

 

 

في المثقف اليوم