شهادات ومذكرات

فيليب ويلن : شاعر مزدحم بالجمال جمع بين لذاعة جيل البيت ومبادئ بوذية زِنْ

الحبيب الواعيتقديم وترجمة: الحبيب الواعي

كتب الناقد بول كريستنسن عن الشاعر الأمريكي فيليب ويلن Philip Whalen قائلا: "عندما يُفهم منتصف القرن الماضي، ستكتسب قصائد ويلن أهمية تاريخية عظيمة لأنها قدمت ملفًا مضادًا، ردا ساخرا متوازنا على  الهروب الرشيق للشعرالإسقاطي وشعر جيل البيت". ويؤكد الناقد كذلك أن ويلن "جعل نفسه صوتًا أصيلًا في الأدب الأمريكي، ذوعقل ذكي يقظ يتبرأ تمامًا من العالم المادي، ولكنه يمرح فيه بالطاقة اليافعة للطفل. لم يراهن على أي منطقة أو ادعى لنفسه أنه كاتب ديني، بل بدلا من ذلك، فإن هذا الإخلاص ذاته للشعر جعله يواجه لحظات الحياة، ليجعلها حية بروح الدعابة والروح".

ولد فيليب ويلن عام 1923 في مدينة بورتلاند بولاية أوريغون لأب كان يعمل بائعا في دكان للمعدات وأم كانت تعمل ربة للبيت. ترعرع في بلدة ذدالز الصغيرة على نهر كولومبيا ودرس بالمدارس العمومية هناك. بدأ يكتب الشعر في سن السادسة عشرة، وجرب مختلف الأشكال  الشعرية التقليدية  كما أسهم في المجلة الأدبية التي كانت تنشرها مدرسته الثانوية. كان لدى ويلن، حسب قول بول كريستنسن، "طموح لمتابعة حياة مزدوجة شبيهة بحياة الشاعر وليام كارلوس ويليامزالذي كان يدعم مهنته كشاعر من خلال ممارسته الطبية،" غير أنه لسوء الحظ لم تستطع عائلته أن تتحمل رسوم الدراسة الجامعية، مما دفع به إلى البحث عن العمل واشتغل في مصنع الطائرات ببورتلاند وفي أحواض بناء السفن المحلية.

في عام 1943 تم  تسجيل ويلن ف لوائح الخدمة العسكرسة ليلتحق بالسلاح الجوي الأمريكي  حيث تم تدريبه على تعليم تشغيل الراديو وصيانته، وقد أبقاه هذا المنصب في الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية وسمح له بوقت فراغ كافٍ للقراءة والكتابة، تمكن خلاله من توسيع تجربته مع الأدب، خاصة كتابات كارلوس ويليامز و جرترود شتاين، والفلسفة الآسيوية، وهو اهتمام نشأ لديه في سنوات دراسته الثانوية، كما كان يدون انطباعاته ومحاولاته التجريبية مع الشعر.

بعد انقضاء خدمته العسكرية عام 1946، عاد ويلن إلى بورتلاند والتحق بكوليج ريد بمساعدة مشروع قانون المحاربين القدماء الذي كان يدفع تكاليف الجامعة للعائديم من الحرب، وهناك عمل بجد  للتفوق في دراسته وكتابته الإبداعية، مصممًا على أن يصبح كاتبًا بارعًا، خصوصا وأنه تلقى تشجيعا كبيرا من معلميه ومن الشاعر وليام كارلوس ويليامز الذي زار كوليج ريد في عام 1950.

خلال دراسته بكوليج ريد طور ويلن صداقات مهمة مع شعراء سيكون لهم وزن ثقيل من أهمهم  لو ويلش وغاري سنايدر اللذين التقى بهما في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي وعاش معهما في مساكن مستأجرة في عام 1950. ويذكر كريستنسن أن هؤلاء الكتاب الشباب "تقاسموا أعمالهم، وشجعوا بعضهم البعض، ورسخوا أسلوبا بوهيميًا خاصًا بهم في الثقافة الفرعية لأدباء ريد ". ومع انجلاء الخمسينات، يضيف الناقد: "جلب كل من ويلن وسنايدر وويلش أسلوبًا كتابيا مقنعًا للفوران الثقافي بكاليفورنيا - أسلوب يتميز بذكاء خفي، وتعاطف مع الطبيعة (ولد معهم بدون شك بفضل جمال جبال ولاية أوريغون والحياة البرية)، وواقع روحي محسوس  والذي فسره سنايدر وويلن دينياً في السنوات اللاحقة ".

1768  الحبيب الواعي 1

خلال الفترة الممتدة بين 1951 و 1955، سافر ويلن منجرفا مع تيار الساحل الغربي، وكان يقضي وقته في ضيافة الأصدقاء، معيلا نفسه من مدخول وظائف غريبة قبل أن يساعده سنايدر على الحصول على عمل صيفي كمراقب للنيران في غابة جبل بيكر الوطنية. منح نمط العيش البعيد والإنفرادي هذا ويلن وقتا كبيرا للكتابة، وأضاف مادة كتابية غنية إلى دفاتر ملاحظاته ويومياته،  وعندما انتهى عمله كمراقب للنيران في خريف عام 1955، انتقل ويلن إلى سان فرانسيسكو حيث سيلتقي بجاك كيرواك و ألن غينسبرغ، وهو الحدث الذي ألهمه وأكد إيمانه بأنه"كان من الرائع أن أكون كاتبًا" فقد "كانا يفعلان نفس الشيء منت أقوم به" يخبرنا ويلن "كانا يعيشان  ويكتبان ويتعلمان من المحيط، من الكتب، من الناس الآخرين." وبناء على دعوة من سنايدر، أصبح أحد الشعراء الذين شاركوا في حدث قراءة رواق الستة التاريخية في 13 أكتوبر 1955 إلى جانب مايكل مكلور وفليب لامانتيا وألن غينسبرغ الذي قرأ قصيدته المشهورة "عواء" لأول مرة، كما التقى  بنيل كاسدي و غريغوري كورسو و كتاب آخرين من جيل االبيت،  وبذلك أصبحت هذه القراءة تشكل لحظة محورية في تطور حركة جيل البيت ككل. وهكذا قاده سماعه لإلقاء غينسبرغ لقصيدته "عواء" إلى إدراك أنه "من الممكن أن تتخذ القصيدة شكلها وحجمها الخاصين بها"، وأنه من الممكن أن تكتب دون الإفراط في الوعي بالذات، وبذلك تبنى ويلن صوتا جديدا يتميز بتلميح بسيط، وعصيان لقيود الذات، بالإضافة إلى الاقتباسات والتغيير المفاجيء للمسار، إشارة إلى ما أسماه "الرسم البياني لحركة العقل". و بعد هذ القراءة الشعرية، كتب كريستنسن،  "تمتع ويلن بسمعة مفاجئة حيث ستتم دعوته لقراءة شعرية بمركز الشعر بجامعة سان فرانسيسكو،" وتلقى تشجيعات من الأوساط الأكاديمية غير أنه استفاد أكثر من صداقاته الجديدة مع الشعراء البوهيميين أمثال كيرواك و غينسبرغ وتجريبه للنبات المخدر المعروف ب "البيوتPeyote ."

1768  الحبيب الواعي 2

بعد تناوله للنبات المخدر "البيوت" تخلى ويلن عن أسلوب الشكلانية الكابح الذي ميز ت.س. إليوت، مما أدى إلى تحول مفاجىء في كل نظرياته وخطاباته وأفكاره عن الكتابة، بحيث أصبح شاعرا باحثا مثل العديد من زملائه ووقف ضد النقد اللاذع الذي كان يصف حركة جيل البيت بمعاداة الفكر. كان ويلن أشد الافتتان بالتفاعل الحاصل بين العقل والطبيعة، مما ساعده على دمج الذكاء الإيكولوجي الناتج عن تجربة الموئل الشمالي الغربي، مع فلسفات سكان أمريكا الأصليين والشرق الأقصى، فاتحا بذلك مجال الكتابة على وجود الكائنات الحيوية أخرى كنقد للحضارة الصناعية، وذلك باستحضار اطلاعه على الهايكو وأعمال Daisetz Suzuki. و هكذا ينضم ويلن إلى تلة الكتاب الأمريكيين  أمثال هنري ديفيد ثورو وإيمرسون بإخضاعه للأدب الأمريكي لمذهب زين البوذي  والتاو والتقاليد الآسيوية الأخرى التي تعزز التعاون مع الطبيعة بدلاً من غزوها. و هكذا أعاد ويلن توجيه مسار حياته بعيدًا عن "حياة بوهيمية متهورة وجميلة" نحو حياة البرية الخالصة، مما أثبت أن مزاجه ملائم تمامًا للانضباط الرهباني، وتأكد أن "العيش حيث يجب عليك تقطيع الخشب للموقد وحمل الماء للطهي والتنظيف يكفي لتغيير وجهة نظر أي شخص أو كاتب أو غيره". يكتب ويلن في قصيدته "مركز مراقبة على جبل ساوردو" (1956)، والتي تحيي ذكرى مواسمه كحارس يراقب حرائق الغابات في وادي سكاجيت في ولاية واشنطن :

تم أكون وحيدا في منزل زجاجي فوق قمة

محاطة بجبال رنانة

مع شمس واحدة تئز عبر البيت طوال النهار

وأخريات يصطدمن بالزجاج طوال الليل

أكون في تمام وعيي حتى وإن كنت نائما

وقي سياق آخر كتب ويلن في ديوانه "مشاهد الحياة في مبنى الكابيتول"(1971): ربما هناك طريقة إنسانية معقولة للعيش في أمريكا / دون أن تكون ثريًا أو مخمورًا أو تتناول المخدرات طوال الوقت."  ربما عثر ويلن على الاجابة في عمله الذي حافظ  من خلاله على  نزاهة نفسه  وبساطتها، فاكا الإرتباط بملذات الحياة المادية  وذلك برفضه للدعاية للذات. قد يكون العالم الطبيعي الذي عاش فيه ويلن وتنقل فيه متقلبا و خداعا لكنه بقي بوذيا صامدا وممتنا لبساطة الحياة حتى النهاية كما كتب في "ترنيمة  للأباء الصنيين" (1958):

أثني على هؤلاء الصنيين القدماء

الذين تركوا لي بضع كلمات،

عادة ما تكون نكتة لا معنى لها أو سؤالا سخيفا

خَطّ شعري خط مخمورا على هامش لوحة

لطخت بسرعة - حشرة، ورقة،

كاريكاتير معلم

على ورق مربوط الآن بشئ أكثر من الحبر

1768  الحبيب الواعي 3من السخرية أن يحاول أي شخص تحديد أو تصنيف الإنجاز الشعري الغني والمتنوع لويلن فهو شاعر البيتنك غير أنه مختلف تماما عن غينسبرغ ومايكل مكلور و جاك كيرواك، ويتضح هذا الاختلاف أكثر عندما نطلع على مختارات ويلن الشعرية التي أعدها مايكل روتنبرغ بشكل غني و متنوع كي يبين عن المزج الحاصل بين روح جيل البيت و البوذية.  يقول بول كريستنسن بأن شعر ويلن شعر حداثي لأنه قطع مع الزخرفة الشعرية كي يتحدث بحرية مستعملا إيقاعات الكلام التي تميز اللهجة الأمريكية، و التي أتقنها الشاعر أكثر في السنوات الموالية، خلافا لانشغالاته الماضوية التي كانت تنصب على الإيقاع والصورة والأسلوب و التجريب مع مواضيع عديدة بنبرة نثرية غثة دون أن تفقد دهائها و دعابتها؛ وقد نتج هذا التحول الكبير في شعر ويلن  عن التغيير الذي شهدته أمريكا خلال فترة الخمسينات والذي يتمثل في اتساع رقعة المدن، والهجرة إلى كاليفورنيا بعد الحرب العالمية الثانية، وانتشار السلع المنتجة بكثرة، وارتفاع النمو الديموغرافي، وكلها عوامل دعت إلى حرية  لاحدود لها، وبدأ الشعراء في الانتقال إلى استراتيجية آخرى في التعبير عن الذات تسمى بالفضاء الإسقاطي، أو بمعنى آخر بدل كتابة الشعر بحساسية غنائية، يستخدم ويلن القصيدة كحقل، أو رسم بياني يرتب عليه ظواهر ذاتية منفصلة في لغة تتحرك بسرور غريب من خلال منعطفات غريبة ومسلية.

دفع به حبه للبوذية إلى السفر إلى كيوتو في أواخر الستينيات حيث درس الإنجليزية و دَرَسَ زين، وتم تعيينه كراهب زن في عام 1973، وتقلد منصب رئيس دير الرهبان في مركز زين هارتفورد ستريت في سان فرانسيسكو في عام 1991، حيث كان يواسي مرضى الإيدز في المأوى المرفق. و لأنه إختار حياة الرهبنة، فويلن لم يتزوج  وعانى من أمراض القلب والدماغ، وكان فقدانه للبصر بسبب الجلوكوما بمثابة إحباط رهيب ليس فقط له كشاعر بل أيضًا كقارئ شره كان يحب أن يقرأ رواية حياة ستيرن وآراء تريسترام شاندي سنويًا، وهكذا سيقضي المرحلة الأخيرة من حياته في مركز هرتفرد لزين بسان فرانسيسكو الذي كان يعمل به مدعوما من طرف المعجبين به في الأوساط المكونة من البوذيين والشعراء و توفي يوم 26 يونيو 2002.

خلال حياته، ألف ويلن حوالي عشرين ديوان شعري، وأكثر من عشرين قصيدة مصورة، وروايتين، ومجموعة ضخمة من اليوميات الأدبية المستلهمة من سيرته الذاتية، وتسعة أو عشرة أعمال نثرية تجريبية، وعشرات من المقالات النقدية، والمحاضرات، والتعليقات، ومقدمات ومقابلات، نذكر من دواوينه "ذكريات من العصر الجليدي البيني" (1960)، و"كما أقول"(1960) و "كل يوم" (1965) و"فوق رأس الدب" (1969) و "مشاهد الحياة  من مبنى الكابتول" (1970) بالاضافة إلى مختاراته الشعرية المعنونة ب " وقت إضافي" (1999) و "أعمال فيليب ويلن الكاملة" (2007) اللذين أعدهما  الشاعر مايكل روتنبرغ. أما في مجال النثر فقد صدرت له عدة روايات نذكر منها "لم تحاول" (1967) و"خطابات متخيلة لعقل وقح" (1972) و"روايتان" نشرتهما زيفر بريس عام 1985 بالاضافة إلى مقابلات نشرها دونالد ألن عام 1978 ومذكرات بعنوان "المعكرونة الماسية" نشرت عام 1980. حصل ويلن على جوائز و منح مهمة يمكن أن تساعده على ولوج برامج الكتابة الإبداعية في الجامعات الأمريكية غير أنه فضل أن يصبح رئيس دير الرهبان حيث واصل كتابة الشعر والرواية و كانت آخر جائزة حصل عليها هي جائزة مورتن دووين زابل في عام 1985 كاعتراف لمجهوداته الابداعية الأصيلة والمجددة.

إن كنت ذكيا للغاية، لماذا لست غنيا؟

أنا بحاجة إلى كل شيء آخر

أي شيء آخر

في حاجة ماسة

لكن ليس لدي شيء

و لن يكون لي أي شيء

سوى هذا

آنيّ، لا مفر منه

ولا يقدر بثمن

لا أحد يستطيع تحمل تكاليف

هذا

الذي يصنع هنا والآن

 

(سياتل، واشنطن

17 مايو 1955)

***

إشعار آخر

لا أستطيع أن أعيش في هذا العالم

وأرفض أن أقتل نفسي

أو أدعك تقتلني

 

نبات الشبت يعيش، الطائرة تعيش

منبهي يعيش، هذا الحبر يعيش

لن أذهب بعيدا

 

سأكون أنا -

حرّاً، عبقريّاً، محرجاً

مثل الهندي، مثل الجاموس

 

مثل حديقة ييلوستون الوطنية

 

في ذكرى....

 

السيد "جي" الذي كان مُعوزاً لسنوات

ورث كل مال العالم

فاشترى مُسدّساً ليفجر ثُقْباً في رأسه

كي يسمح للهواء والضوء بالدخول

كي يسمح لي بالخروج

 

اليوم، لي رأسي لأحلقه

بداخله توجد أضواء وظلال

أرمدة مفتوحة وفارغة قبل أوانها

تلتحق بالأرض في مرح

**

لم يكتمل، 3: XII: 55

لدينا الكثير

وبقدر ما نفكر فيه

لا نتعلّم فائدته-

 

نُسمّم أنفسنا بالطعام، بالكتب

بالنوم

 

الجهل أسرع من السيانيد

يقطعنا إرباً إرباً

 

فرصة التعلم عير منعدمة

رفض بدون قيد! سَمِّهِ

انحرافاً، سوء معاملة، عناداً

رفضاً لكلِّ ما نعرفه

 

لحظة استيقاظ واحدة تدمرنا

ولا نستطيع العيش من دون

أنفسنا

 

تأتي إليّ باحثاً عن جواب؟

اخترع كل شيء، أنا

أنا مُعذّبك، لا مفر،

لا عوض عنّي

 

أنت عاجزٌ ضدّي: أنت

يجب أن تتعذب حتى تعلم

أنك تعاني

 

اعمَلْ على ذلك

 

 

نظرية

 

"أين كنت عندما انطفأت الأنوار

أين كنت عندما وقعت الواقعة

ينبغي أين يكون هناك تحليل ووصف

كامل، دقيق، وعلمي للحادث في مجمله

ينبغي أن تكون هناك نهاية لكل تفكير خسيس

ينبغي أن ترفض التفسيرات السهلة -

أريد عمقاً وذاك على مستويات عدة"

 

بالتأكيد لا يمكن إلقاء المسؤولية على الزودياك

على السم في ذنب العقرب

على ضحكة حامل الماء

 

"من المكلف هنا؟ من قال ذلك؟"

أريد اسم كل شخص مكتوباً بحروف مضاعفة

لا أحد سيغادر حتى أعلم من المسؤول:

سيعاني الجميع لأنّ شخصاً واحداً خائف

ولا يريد أن يبرز للعيان كرجل حقيقي

 

أيّاً كان الذي قال ما يفكر فيه الجميع

فينبغي الدفاع عنه. سنعاني جماعة

أكره الشخص المكلف

 

على شخص ما أن يحافظ على مقام المسؤولية

شخص نزيه يؤمن بالمقام

بالنظام والإدارة والمسؤولية

بدون هذه الصفات، فنحن نصبح شرذمة منفلتة

 

(نحن بالطبع لسنا مناسبين. بينت الإحصائيات

أننا تلمسنا فرج ميلي

في غرفة مظلمة في العام الثاني عشر من عمرنا-

الأرقام وتحليلها المعقوف بين المربعات

لا للشروحات السهلة

 

سواء في أسفل الغرفة وأنا آكل الخص المنقع في الماء المملح

أو أتربع بجهل فوق المروحة

فقد تحرّرنا أخيراً

ننبذُ رسميّاً كل تفكير خسيس

نودع السهولة ونمكث في مخزون من الورق المخطط

كي نرسم خُططاً باتجاه العمق

مقتنعين بوصف مكتوب للنجوم الأخرى

سنغنّي من الأعماق أغنية جديدة

***

 

 

 

في المثقف اليوم