نصوص أدبية

لهفة

أيامي

كما تتكومُ الأوراقُ

في سلةِ المهملات

ومثل غسالةٍ

تئنُ من ثقل الغسيل

ينشجُ وجهي ألماً

من سطوة التجاعيد

ولما توقظني

سيِّدةُ النارِ فجراً

لتكتبني

تنهزمُ حورياتُ الخافية

سارقةً أوراقَ أحلامي

وعندما ألهث وراءها

كقناص يطارد فريسةً

تخونني عيناي

فاصرخ

بالبروق :-

يا بروقُ

إذا كان

هذا هو الطريق

إذن أين آثار

السراة؟

 أفتح عيناي

أهش عن وجنة

الطريق نواح العربات

وأمسح وجها تربا

للرصيف

فهو صديق المباني

ونديم قرع الخطوات

يا لأصابعِ الشمسِ

وهي تقشِّرُ العمرَ

كما تقشرُ سكينٌ

برتقالةً طازجةً

عجبا

كيف يترهلُّ الماضي

بشحم الأيام

ومثلَ متقشفٍ بوذيٍّ

يغدو الغدُ

محضَ عظام

فإلى أين؟

تراني أغذ السيرَ

أيُّ مدارٍ

ذاك الذي سيكبلني

بسلاسله

أنى ليَ

أن أكسرَ ذياك القيد

ثم طليقا

يسبح ريشي

خلف بحار النور

ياه

كم مدهشةٍ عين الشمس

أتراني

أبصرُ شاهدةً عند الأفقِ

أم أسراب وعول؟

هناك

سيلفظ صوتي

موجُ القاعِ

وتنأى شاردةً

من قفص الماضي

أنثى الروحِ

لبحر النور

 

الويل لك

لو تقفي قدماي

لست أنا

من ينتظر

لهفة الزائر الأخير

 

أبو ظبي

24.06.08  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1316 السبت 13/02/2010)

 

 

 

في نصوص اليوم