نصوص أدبية

طلـع ُ النخـل ِ

فقد ماتَ عرابها

وها هو قلبيَّ

مثل طفل وديع

يستفيقُ من كربة ٍ هانئة

متخماً بالمآسي حد النزيف

ينشدُ وجه السماء

جليلاً .. شفيفا ً .. وديعا ً

هو القلب ...

ينوء بميتةٍ هادئة

حبيبتي ...

لا تمسحي جبهتي

من صفاءِ الحروف

يداك باردتان

وشِعري فعول رهيف

ولجُ قصيدي أحتفال مخيف

وأعتقال حروفي كرنفال مريب

دعيني .. أحتمي بوسع ليلِ المحاجر

أو بريق العيون

فللموت احياناً ملاذٌ عجيب

 

( 2 )

لِذتُ بمنفى الروحِ

أتأبط حلميّ المارق

مُنكسرُ اللون

آه لو تدرين ؟!!!

فالشِعرُ لِجاج منكود

يزايلني كوعدٍ موعود

يسرق بَوحيّ

يسرق نوحي ّ

فاجع ٌهو الحلم بين القوافي

وما لي عليه !!!

غير السكون

وأنقياد ملعون

في بحر التكوين

 

( 3 )

ما لي فضول للبوح الآن

قلبي معلول

.. يدايّ ترتعشان

وحجرة نومي دافئة كالقبر

ومرايا روحي الملساء

تنكسر فوق بقايا اللوعة

بصيص الضوء الطالع

من رحم الفانوس

يؤرقني ...

يشتتني ...

يُلاشيني في الظل

وصدى صوت الجلاد

يمحو في الذاكرة الاسماء

يسحق ُ رفاة الشهداء

واسمال الفقراء

وما عندي والله

أدنى تصريح

غير فحيح من همسٍ

يخرج من جوفي عنوة

أو ما تدرينَ ؟!!!

فأنا منذ النشأ الأول للأحياء

مكتوب ٌ ان اتكلم

ان أكتب

ان اقرأ

أن لا أُفشي اسرار الموتى

أو ما تدرينَ ؟!!!

فكثيرٌ منهم معدومين

 

( 4 )

أنزوي مثل سحابة

أذ وبُ !!!

وبريقُ الصمت يحاصرني

يمطرني دماً

حبراً نارياً

يمزقُ ذاكرتي

يبقر احشائي

وانا مركونٌ وحدي

الا من ضوء الفانوس

وعريّ المدفأةِ الثكلى

يومضُ في الليلِ

ليل بارد

ووجوهُ الأحرف شاحبة مثلي

فكأني امسكُ وجهَ الشمسِ

ادنوه الي ّ

أداعبهُ ...

اراقصه ...

لأني شغوفٌ بالصمت وبالشعرِ

وبالحب ...

وبالشمس ...

وبالضوء ...

حـدَ الأعياءْ

وحد اشتهاء الموت

فوق جثامين الاحياء

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1423 الخميس 10/06/2010)

 

 

 

في نصوص اليوم