نصوص أدبية

ربّي إنقذني من القصيدة

ياربّي أعنّي عَليها

ياربّي إمنحني شيئاً من القوة ،

كي أتقي عنفوانها

  كي أضعَها في الجدولِ، وألقي عليها

بردةَ أحلامي

ياربّي إجعلها ريشة عصفور

تحملها نسمات الآس

2052-nawalaوإقذِفْها في قلبي

 

قلبي الذي لم يعد قلبي

حيث تقاسمتهُ المواجع، وألقت القصيدة

.حزنَ رحالها فيهِ

إني لأشَـيّع المساءات، وأدفعها نحوَ مقبرة اللاعودة

أنثرُ زهرَ الكلماتِ فوقَ مراياها

أُرتبُ فوضاها

أُسميها مرة ظلمة أشيائي

.وأخرى أنعَتها بالبياض الفاقعِ

الربابة التي استدرجتني بغتة، كانت تقذف الرصاص

فتقتل العصافير الواقفة

.على شرفاتِ البيوتِ

ياربي أسألكَ اللطفَ وأنت تُنْزلَ

دلوَ القصيدة في روحي

أترجاكَ الرفقَ، لكي لا يحدث ارتطامها في أعماقي

إنفجارا هائلا

فتطيرُ الحمامات، التي بذرتُ لها حبات قلبي

لتحط على سطوحي

القصيدةُ التي ظلت تُخاتُلني، وأنا أركضُ خلفها

من مكانٍ لآخر

القصيدةُ التي تتلوى على وردةٍ، مثل دودةِ قز

لتنسجَ خيوطها الحرير ،

القصيدةُ التي تنزلقُ من بينَ سطوري

.......كما ينزلقُ طيرٌ خاطف

فوقَ بياض الماءِ

القصيدةُ التي تأتي محمرة العيون، منشطرة

مثل بطيخة صيفية

القصيدةُ التي تزيلُ بيَدَيّها الستارة ،

وتطلُ برأسِها على سجادةِ الورقِ ،

القصيدةُ التي تتمرد على شاعرها

مثل طفل مشاكس

القصيدةُ التي أدعو الربَّ أن يَعِنيّ عليها

أتَوَسَلُ فيهِ بأن يمسكها من يَديّها

ويُنزلها فوقَ

سريرِ أوراقي برفقٍ

.لكي لا يوقظها فتملأ الفضاء بالصراخِ

.......ياربّي أدعوكَ منَ القلب

أن تظهرها ملكةً، وأن تضعَ على رأسها

تاجكَ السرّمدي

تجعل من يراها منذهلاً،

يلقي بأسلحتهِ تحتَ قَدميّها

ويحني رأسهُ إلى الأرضِ ،

إعطها عربةً تجرها خيولٌ بيض

عربة محملة بالياسمين،

والسنابل الخضرِ،

وخواتمَ الذهبِ ،

والزمرد،

والياقوت ،

وحرساً أشداء،

لتَصلَ

.آمنةً لبيوتِ الفقراءِ

 

نوال الغانم  

فنانة تشكيلية

سيدني/إستراليا

 

 

 

 

في نصوص اليوم