نصوص أدبية

الكاميرا الخفية

لعلها تعيش برهة من الزمان  في عصر يسوده ألتخبط .

ألعراق؛ مقولة تنزف ألصبر، لتمارس إسطورة ألدموع .  

بقعة عبثت بها ألنفوس،

 ليستغرقها ألوحل على حين غرة .

الخبر ؛ ألوطن ـ ألأمل  ألذي على أعقابه تبعثرت ألأرصفة،

لتبحث عن زجاجات نوافذ داهمها ألقناص ذات يوم في شارع حيفا،

يوم كان ألرقص منشغلاً في ألطابق ألأخير من فندق ألرشيد،

ليلتحق بحسب قرار ألصحوة،

بوجودات يصعب على ألكاميرا أن تلتقط لها صوراً شمسية،

هو ألعبث نفسه ذلك ألرفض ألمتشائم، لصخرة أطلقها سيزيف،

لتموت مع كامو على أعقاب نغمة ٍ صارعليها أن تستيقظ  ثانية بطريقة محايدة، 

هي إخطبوطات،

تستخدمها شاشات ألتلفاز ألمصابة بألتعفن، لتصطاد ضحكات ألجمهور بلا تردد، اولتستحوذ على مشاعر أولئك الذين

 

لا يحق لهم الكلام .

بينما هنالك عند أقصى نقطة من مجالس ألمنشغلين بهموم ألسلطة وألتسلط،

قريباً عند إصفرار ضحكات لئيمة وذقون متظاهرة ؛ 

أخبار جديدة تحمل بين أنيابها أصداء موت ناسف، هي

نفسها تلك ألصيحات، ألتي لا تتوافق دوماً مع مواصفات ذلك الحضور،

 نفسها تلك ألأصوات التي تدعي اليوم انها حريصة على حقوق ألإنسان،

ليتسنى لها إطلاق وجبة جديدة من ألمتسكعين ؛

بينما على الظل يومياً تُزهقُ أرواحٌ ويُستنزفُ آخرون .

 إدعاءات لا تختلف تماماً عن تجاعيد بطل نشاز،

يطل على ألتلفاز بين الفينة والفينة معلناً على ألملأ  بلا خجل

عن دوامة جديدة ..

 

ألبقعة هي نفسها، تلك ألتي تهافتت،

لتدفن بين أحلامها حقائق الطيبين وكلماتهم ورسائلهم .

هي  نفسها تلك البقعة، قررت أن تطلق آخر ما تبقى لها من أنفاس 

هي ليست تلك التي تظنون، ..

ألبقعة ألتي اقصد  هي تلك،

 التي كنت أقرأ فيها سورة ألملك وياسين على لسان أمي،

 التي ابعدتني عنها ضرورة المنفى،

ألبقعة التي اقصد هي تلك الكلمات ومنابر ألطيبين، هي لغة أولئك البسطاء،  

هي ربما قريبة الى تلك الدموع،

 

 ألتي كانت تراودني وأنا أنتظر برنامج وجيه عباس

ألذي كان عبره يصبح لعدسة ألكاميرا  

طريقاً جديداً إلى ألقلب، ليتني أستشعر ذلك  

ألنقاء ألذي به أرى عيون ألمظلومين وآهاتهم المحبطة 

تحط رحالها عند مساحات ألربع ألخالي من ألعمر ألمسروق،

 

 لإنهار تم تجفيفها غصبا وارض تم تمزيقها بلا خجل اواستيحاء

بموجب (فواتير ألنفط وألغذاء)، التي أعدت سلفا، لتجاوز حسابات  ..

 ما زالت مجهولة الملكية بحسب قوانين الحصانة .

 هي يا صاحبي،

  

معادلة تستنزفني كل يوم،  لعلها تكشف النقاب عن زيف جديد وخطة جديدة،

ولهذا، هو ألشكر نفسه لصاحب ألكلمات،

ألذي كان عبره يتاح لبطل ذلك ألنصب،

أن يعترش سلطته ألمؤجلة،

ليصبح للسياسة معنى وللإنسان وجود،

هي إبتسامة وجيه عباس الساخرة تلك 

ألتي إستنكرت وبشدة أن تستقطبها ضحكات ساذجة يطلقها العابثون .

هكذا إذن وكما تقرر بهذه ألطريقة أوتلك،

ألستار وبعفوية تامة قررت ان تلفظ أنفاسها الأخيرة،

ليست لكي تموت،

بل لتعلن عن قصور اخرى وقلاع اخرى واحاديث أخرى،

تلك التي عبرها وبها يعد ألمتآمرون والمتسافلون لصولة جديدة،   

ذلك بحسب كلمات أمي،

التي راحت تسرد لي حكاية طويلة بها يتاح لي أن اسلط الضوء وبدقة تامة،

لإسجل أنين ألجمهور، ألذي خدعته صناديق ألإقتراع  وروليت ألسياسة،

 ألذي بهما قررت ألكاميرا أللاخفية أن تبحث عن زاوية جديدة .

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1084  السبت 20/06/2009)

 

 

في نصوص اليوم