نصوص أدبية

المستشار / فخري مشكور

استدل الرجل على اكتشافه بدليل قوي ومقنع، واستند الى امهات المراجع في التاريخ والتراث، وعمل بذلك تحقيقا موسّعا توصل من خلاله الى ان التلفون كان مستعملا من قبل الشخصيات العلمية والسياسية والدينية المختلفة،  ولم يكن شائعا بين عامة الناس، ولذا فان ارقامه لم تكن – كما هي اليوم - تتكون من عشرة اعداد او اكثر، بل كانت الارقام ثلاثية، مما يدل على وجود بضعة مئات من خطوط التلفون في كل عصر.

وبالتحقيق والتدقيق اكثر تمكن من معرفة ارقام هواتف بعض كبار الشخصيات التاريخية.

 

حمل اكتشافه ذلك الى مسئول كبير في العراق الجديد، وشرح له الفكرة وكيفية التوصل اليها، لم يقتنع المسئول اول الامر، لكن اساريره انبسطت عندما اطلع على ملف خاص ادرج فيه المكتشف اسماء بعض الشخصيات التاريخية وارقام تلفوناتها مع الاشارة الى المصدر التاريخي الذي ورد فيه ذكر رقم التلفون.

اطلع المسئول على القائمة فوجد فيها الاسماء التالية وبازاء كل منها رقم التلفون:

 

الخليفة القاهر بالله   ت 328

الخليفة الراضي بالله ت 329

الخليفة المقتدر بالله  ت 320

 

بعد ان اقتنع المسئول بصحة الاكتشاف اصدر امرا بتعيين المكتشف مستشارا، وأردفه بأمر اخر يمنع من كشف ذمته المالية لهيئة النزاهة تقديرا لخدماته وتثمينا لمواهبه.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1439 السبت 26/06/2010)

 

في نصوص اليوم