نصوص أدبية

عشر قصائد

صفصافة على ضفة النهر

لم تسقط أي من أوراقها ولا حدث

حين عضتها الشمس

أن صارت برتقالية أو قرمزية.

الأوراق تتشبت وتصبح أكثر شحوباً،

تتأرجح وتصبح أكثر شحوباً

فوق مياه النهر الدوارة

كما لو كانت تكره أن تنفصل،

كم هي باردة، وكم هي ثملة

من دوران الريح والنهر –

ناسية الشتاء،

هي آخر ما ينفصل ويسقط

في الماء وعلى الأرض.

 

القصيدة الثانية: يوم الخميس

كان لي حلمي – كالآخرين –

ولم يفضِ إلى شيء، وهكذا

أبقى الآن بلا مبالاة

بقدمين مغروستين على الارض

وأنظر إلى السماء –

متحسساً ملابسي التي ارتديها،

وزنَ جسمي في حذائي،

أطراف قبعتي، الهواء الذي يمر دخولاً وخروجاً

في أنفي – وأقرر أن أتوقف تماماً عن الحلم.

 

القصيدة الثالثة: الليلة الباردة

الطقس بارد. القمر الأبيض

يتوسط نجومه المتناثرة عالياً – 

مثل الفخذين العاريتين

لزوجة رقيب الشرطة – بين

أطفالها الخمسة. . .

لا جواب. ظلال شاحبة ملقاة على

العشب المتجمد. جواب واحد:

الوقت منتصف الليل، يسود السكون

والطقس بارد. . . !

فخذا السماء البيضاوان!

جواب جديد يأتي من اعماق

بطني الذكوري: وفي نيسان. . .

في نيسان! سأرى مرة أخرى –  في نيسان!

الفخذين الملتفتين الجميلتين  

لزوجة رقيب الشرطة

اللتين ما زالتا جميلتين  بعد إنجاب العديد من الأطفال.

أي واه!

 

القصيدة الرابعة: بين الجدران

الأجنحة  الخلفية

من

 

المستشفى حيث

لا شيء

 

ينمو ترقد

جمرات

 

تلمع فيها

قطع

 

محطمة من زجاجة

خضراء

 

القصيدة الخامسة: دمار تامّ

كان يوماً جليدياً.

دفنا القطة،

ثم أخذنا صندوقها

واشعلنا النار فيه

في الفناء الخلفي.

تلك البراغيث التي نجت

من الارض والنار

ماتت من البرد.

 

القصيدة السادسة: يوم الانتخابات

شمس دافئة، هواء ساكن

يجلس رجل عجوز

 

في مدخل

منزل محطم –

 

ألواح للنوافذ

جص يتساقط

 

من بين الحجارة

ويربِّت على رأس

كلب مرقط

 

القصيدة السابعة: ربة البيت الشابة

في الساعة العاشرة صباحاً ربة المنزل الشابة

تروح وتجيء برداء خفيف وراء

الجدران الخشبية لبيت زوجها.

أمُرُّ وحيداً بسيارتي.

 

ثم مرة أخرى تأتي إلى الرصيف

لتنادي بائع الجليد، وبائع الأسماك، وتقف

خجولة، بدون مشَدّ، تلملم

أطراف شعرها الشاردة، وأشَبِّهها

بورقة شجر ساقطة.

 

عجلات سيارتي التي لا ضجيج لها

تندفع مصحوبةً بصوت فرقعة فوق

الأوراق الجافة وأنا انحني وأمر مبتسماً.

 

القصيدة الثامنة: عربة اليد الحمراء

الكثير يعتمد

على

عربة يد

حمراء

 

مطلية بماء

المطر

 

بجانب الدجاج

الأبيض.

 

القصيدة التاسعة: ربيع

يا شعري الرمادي!

أنت أبيض حقاً مثل أزهار الدراق.

 

القصيدة العاشرة: تنهدات الريح

بعض أوراق الشجر تظل عالقة إلى وقت متأخر، وبعضها تتساقط

قبل موجة الصقيع الأولى – هذا ما تقوله

حكاية أغصان الشتاء والعظام القديمة.

 

.............................

*ولد وليام كارلوس وليامز في روثرفورد بولاية نيوجيرزي في الولايات المتحدة، عام 1883.  بدأ كتابة الشعر عندما كان طالبا في المرحلة الثانوية. وقد قرر أن يصبح كاتباً وطبيباُ في نفس  الوقت. درس الطب في جامعة ولاية بنسلفانيا. وهناك التقى بعزرا باوند.  وأصبحا صديقين. وقد كان لباوند تأثير كبير على كتابة ويليامز. بعد حصوله على شهادة الطب، عاد ويليامز الى روثرفورد، حيث افتتح عيادته الخاصة وظل يمارس مهنته الطبية فيها طوال حياته.

بدأ ويليامز ينشر أعماله في المجلات الصغيرة.  وقد برز كشاعر وروائي وكاتب مقالات وكاتب ومسرحي. سار في البداية على خطا باوند حيث أصبح واحداً من كبار شعراء الحركة التصويرية. لكنه مع مرور الوقت بدأ يختلف مع القيم التي انطوت عليها أعمال باوند وإليوت. حيث شعر أنهما قد بالغا في الإلتصاق بالثقافة والتقاليد الأوروبية.

 استمر وليامز في تجربة أساليب جديدة في التفعيلات والسطور الشعرية، حيث كان يسعى إلى ابتكار طابع شعري أمريكي فريد يركز في موضوعاته على مجريات الحياة اليومية لعامة الناس.  بدأ تأثيره كشاعر إبّان العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، ولكن بصورة بطيئة. وقد عزا ذلك إلى ما حظيت به قصيدة اليوت "اليباب" من شهرة واسعة في تلك الحقبة. بيد أن أعماله حظيت باهتمام متزايد في الخمسينيات والستينيات، حيث أن عدداً من الشعراء الشباب، أعجبوا بشعره لما تميزت به لغته من بساطة، وكذلك لاستعداده لتعليم الآخرين.

صدر له العديد من المجموعات الشعرية منذ عام 1913  وحتى عام 1970.

بدأت صحة وليامز في التدهور بعد اصابته بأزمة قلبية في عام 1948 تلتها سلسلة من السكتات الدماغية، لكنه استمر يكتب حتى وفاته في ولاية نيوجيرسي في عام 1963.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1504 الخميس 02/09/2010)

 

 

في نصوص اليوم