نصوص أدبية

حلزون / حسين السوداني

أملكُ بيتاً مثلك

لأحملهُ على ظهري

 

يا ليتني

أملكُ وطناً صغيراً

لأحملهُ على كتفي

 

أيها الحلزون

هلا دللتني من أيِّ حجر بنيت بيتك  ؟

من أيِّ طين

بنيت كوخك  ؟

ما أجمل بيتك أيها الحلزون  !

 

ولكن قل لي

أين أطفالك ؟

هل تعيشون جميعكم في بيت واحد ؟

هل عندكم حنفية ماء  ؟

هل عندكم كهرباء ؟

 

يا صديقي الحلزون

 

هلا استضفتني ليلة

لأحكي لك أين أضعت بيتي  ؟

 

لأقص عليك

كيف أضعت وطني

وكيف سقطتْ بلادي من راحة يدي

......................

......................

من غابة العشب

في الساعة العاشرة خريفا

خرجتْ حشود الحلازين السعيدة

تحمل بيوتها الكلسية على ظهورها

وبحبر لزج أبيض

خطتْ شعاراتها العاطفية ,

فوق حجارة رصيف منفاي

وأعلنتْ يوما للحب والتكاثر

 

أما أنا

فكنتُ أسعى لسقف يأويني

هبتْ على وجهي

ثلاثون عاصفة ثلج

وتلحفتُ

ثلاثين شتاء

 

وأنا

أبحثُ عن دار تأويني

 

أبحثُ

عن صدر يأويني

أبحثُ

عن بيت بين نهدين

 

أبحثُ

عن وطن بين نهرين

 

أبحثُ

عن جنة بين جبلين

 

أبحثُ

عن وطن في صدفة الحلزون

 

أبحثُ

عن مأوى في وادي الرافدين

 

حسين السوداني

براغ في 6.9.2010

في نصوص اليوم