نصوص أدبية

تنهيدة / نزار سرطاوي

حيث يحلم خريفٌ تتناثر عليه بقعٌ مُحْمَرّة

ونحو السماء الهائمة لعينك الملائكية

كما في حديقةٍ كئيبة ترقى التنهيدة المخلصة

لنفثة ماء بيضاء نحو السماء اللازوردية

– نحو اللازورد الذي حرّكه أكتوبر الشاحب الصافي

الذي يعكس صورة وَهَنٍ لامتناهٍ في البرك الواسعة

وفوق المياه الميتة حيث أوراق الشجر تتجول

و الريح، بخفقات بنيةٍ ضاربةٍ للحمرة تحفر نفقها البارد،

تسمح لشعاعٍ طويلٍ من الضوء أن يتدفق.

 

........................

* يُعدُّ اسطفان مالارميه (1848-1892) واحداً من كبار شعراء الرمزية. وقد مهدت أعماله لظهور بعض المدارس الفنية التي حملت لواء الثورة في أوائل القرن العشرين، كالدادائية والسريالية والمستقبلية. وكان لمالارميه تأثير عميق في تلك المدارس.

ولد مالارميه في باريس. عمل مُدرساً للغة الإنجليزية، وعاش معظم أيام حياته فقيراً إلى حدٍ ما. لكنه اشتهر من خلال صالوناته الأدبية التي كان يؤمّها كبار الأدباء والمفكرين، وتدور فيها حوارات حول الشعر والفلسفة. ومن مرتاديها المشهورdن وليام بتلر ييتس، رينيه رِلْكه، بول فاليري، اسطفان جورج، بول فرلين، وغيرهم كثير.

تأثر مالارميه في بواكير أعماله بأسلوب  الشاعر الفرنسي بودلير.  لكنه أتخذ منحىً خاصاً به فيما بعد، مازجاً بين الشعر والفنون الأخرى التي تبلورت في القرن العشرين. ويبرز في أعماله المتأخرة الخوض في العلاقة بين الشكل والمضمون – بين النصّ وترتيب المفردات والفراغات على الصفحة المكتوبة.

يرى البعض أن ترجمة مالارميه تتسم بصعوبة بالغة. ويرجعون ذلك إلى أمرين: الأول هو الطبيعة المعقدة لنصوصه وتعدد المستويات فيها. والثاني هو الدور المهم الذي تلعبه الأصوات في بناء القصيدة. فعلى المترجم أن يختار بين التضحية بالأثر الصوتي أو التضحية بالمعنى.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1517 الاربعاء 15/09/2010)

 

 

في نصوص اليوم