نصوص أدبية

خريف مبكر / حسين السوداني

وتبللت الكلمات

 

جاء الخريفْ

بمعطفه البُنيِّ

          وقميصه الأصفر الخفيفْ

 

جاء مبكرا

يمتطي حصاناً كئيباً

يجرُ خلفه عربة الريح

 

بيده اليمنى يحملُ فرشاةً

ويمسكُ في اليسرى عُلبة ً من صفيح

 

جاء الخريفُ

 يجرُ وراءهُ صليبَ المسيحْ

ويذرفُ فوق جثة الصيف دموع التماسيحْ

 

يذرفُ الدمعَ أوراقاً صفراء

 

الخريف

الذي جاب البراري

الخريف

الذي زار أشجار الغابات والأزقة والقلوب

الخريف

الذي سالتْ دموعه الصفراء في الدروب

 

الخريف

الذي يُغطس الفرشاة في علبة الألوان

وينثر عصير الكركم على الأحداق

ويطلق عربة الريح

لتنتحر الأوراق

وتتعرى الأشجار في أسرَّة العشب

وتهوي قيثارة الحفيف

 

 الخريف

 الذي جاء يسأل عني

 

الخريف

الذي حلَّ ضيفاً على أغصان روحي

يتجول الأن في حقول أحلامي

سيبقى بضيافتي شهرين

ليلوَّن بفرشاته تضاريس وجهي

ليسكب ألوان الأسى فوق ألمي

ليسرق أزهار دمي

 

سيمر الخريف فوق أوراق ربيعي

وتتساقط أوراقي شاحبة

ورقة إثر ورقة

 

سيفسد الخريف خضرة أحلامي

 

حسين السوداني

براغ في 18.9.2010

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1523 الثلاثاء 21/09/2010)

 

 

 

في نصوص اليوم