نصوص أدبية

تزحلق على جليد مُسال! / عزيز الحافظ

 بتوقيتات زمنية مبكرة السطوع لم تترك لها الصدفة مخلبا إلا نشرته! كانت تسير في الشوارع الفرعية بما يوحي للناظر الخبير بان وراء قدّها المياسّ مجهولا ما، مُغلفا بالريبة ومُعلبّا بالحيرة الممزوجة بفرح فاضح في عينيها  العصفوريتين الحائرتين وأقدامها التي تمتطي قلقا منظور الضفاف! لم تكن ترتدي جواربا رغم طبائع النساء هناك بل ولاحظ إن جوانب ثوبها الأحمر الداكن المفضوح الانتشار، كانت مقصوصة الأطراف بعناية مدروسة على شكل حرف U بالمقلوب كمناسبة دعائية مجانية لإظهار مفاتن نهاية القدمين وخاصة مع اكتناز جسدها، قرر أن يلاحقها بصمت ليسبر غور تلك اللهفة التي تملكتها بمسيرها القلق ولا توافقية نظراتها  التحيرية.. للناس. كان الشارع الفرعي فارغا من الناس فولجت احد الشوارع متجهة للشارع الرئيس وكعادة التخفي في الملاحقة! لم يتبعها واصل المسير ودخل الفرع الآخر بسرعة تتناغم مع توقيتات وصولها للشارع العام أو تنتهي الرحلة بدخولها أحد البيوت أو إنها اتجهت لحمام النساء في الشارع الذي دخلته رغم أنها لم تحمل في يديها ما يوحي بالتحميم! عاد أدراجه ليجدها أمامه تدخل محلا للألبسة النسائية؟! ساوره الشك لأن هذه المحلات لاتبيع القيمر والمنتجات الألبانية في الصباح الباكر! بل توقيتات افتتاحها عرفا،  بعد الساعة العاشرة صباحا. وجدها تجلس على كرسي قريب لمنضدة البائع والمحل في ظلام دامس لانقطاع الكهرباء وزادت الشكوك عند المُلاحق! فالمحل كان يمتلك مولدة خارجه لم يُشّغلها لوكانت نوايا الافتتاح المبكر لاتثير الريبة!! مضى صاحبنا خطوات بطيئة في الجنب المقابل وعاد لينظر وإذا الفتاة غير موجودة في كرسيها! والبائع مفقود؟ مع ان عينيه لم تشهد مغادرتهاثم لاحظ أن هناك صبيا خارج المحل يراقب الشارع بغرابة! زادت سموم الريبة فقرر انتظار نهاية الأمر وظل يجوب الشوارع القريبة وينتظر لان أي توافقات شيطانية لاتستغرق زمنا طويلا!! لم تظهر فقرر الالتفاف على الشوارع خلف المحل لإضاعة الوقت لها للبزوغ من جديد فوجد المحل فارغا إلا من صاحبه المنتشي حتما!! ولاحظ في زحمة الناس القليلة امرأة تبتعد بتسارع ملفت النظر له دخلت السوق القريبة، تسارعت خطاه ولكنها ذابت في تلافيف السوق مع ندرة المتبضعين وتشابه العباءات السوداء فقرر ترك الأمر والعودة للدار والتحسر على سوء المتابعة وغياب التعقيب العقيم!! بدّل ملابسه أطلّع على صحف الصباح ثم خرج بنفس المسار متفكرا في رحلته السندبادية القصيرة الفاشلة! وصل التقاطع وإذا الأقدار تخبي له حظا غريبا وتوافقا للصدفة مستحيل التصديق!! وجدها أمامه عائدة لحجرها البيتي راودته نفس الريبة التي تملكته عندما رآها قبل ساعات!! ظل يلاحقها دون أن تنتبه في المرحلتين فقرر تهشيم حاجز الصمت وعانق جرأة لايملكها سابقا في المواقف النسائية! فتجاوز كتلة جسدها المكتنزة وعاد أدراجه بمناورة التفافية حادة ليلقي السلام عليها!! صباح الخير! ارتبكت جدا فهو غريب عنها وردّت بتهذيب غريب تحيته التساؤلية.. فواجهها بعنف  وصدمة دون مقدمات أنك دخلت محل كذا وذكر أسم المحل!! ارتبكت جدا وقالت اشتريت ملابس! قال لها رأيتك دخلتي في الداخل وو! أرتدت زي الإرتباك الفاضح! وقالت له كعادة القطط محاولة إستعمال الزئيربدل المواء قبل استعمال المخالب!! أن بيتي قريب وزوجي هناك وسأقول له!! لم يرتبك لتهديدها الأجوف وقال لها لامانع! فهربت مسرعة وهي تلتفت كل لحظة لأنه مزقّ ستار السرية الذي غلفّ رحلتها الصباحية التي لاتحتاج إلى يقين في شيطانيتها فأخذت تضلله بعدم دخول دارها وتنتقل من شارع لأخر ثم تطرق دارا مقفلة وهو خلفها لايهتم حتى انتقلت الى منطقة أخرى مقابلة، للهرب وتضييع الأثر لاحقها ثم وجدها تشتري من متجر ولخوفه من مغامرة غير محسوبة العواقب وخاصة أذا أدعت لصاحب المتجر إنها مُلاحقة وتخاف وو لأنه يعرف نخوة شباب منطقته الشعبية فقرر تركها وطيّ الرحلة التي كانت تخاف فيها من معرفة دارها وابتزازها كما ترسم مخيلتها فنجحت في شطارتها  بخداعيتة في معرفة موقع دارها ولكن الغريب الغريب  العجب هو إنه أخبرها بمشاهدتها داخل محل بإسم كذا؟ وظهر له لاحقا بعد تدقيقه انه المحل المجاور لمنطقة خطيئتها!! فتيقن كذبها لأنها تعرف أن محل الخطيئة الذي ولجته  وأمتطتها، يحمل أسم صاحبه الصريح فصدق حدسه!!! إنها كانت تمارس ال تزحلق على جليد! مُسال!!

 

عزيز الحافظ

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1572 الاربعاء 10 /11 /2010)

 

 

في نصوص اليوم