نصوص أدبية

تنّهد / عزيز الحافظ

 تصفف شعرها الغجري الأسود بين الفينة والأخرى دون أن تخفي خصلات خطّ فيها الشيب مخالبه!

ينبعث من عينيها شغف زاه للعمل يغلّف ذاك الشغف الرهيف حزن دافق يوقد في عينيها بريق يتلألأ!!

كان صمتها يحاورني! وحزنها يجاورني وشغفها يناورني، تأملتُ ذاك الوجه  الأسمر البريء المُعذبّ فتنهدتُ بعمق ساطع.. مزّق التنهد مشهد صمتها القسري.. فشرعتْ أناملها بمغادرة ميناء الأوراق وأرصفة التفاني وبدأت الشفاه برضابها، ترسم لي بحرقة وألم، لوحات حزنها المطوية في الأحداق والمعلقّة في تيه المحاجر والوجنات التي يأسرها العبوس دون الوصول لمرحلة القمطرير.. تقّادمّ صوت غريب.. غاصتْ من جديد في بحر الأرقام وتقليب مواجع الأوراق وظل الحزن الباقي سامدا يبحث عن رقم دمعة لم تسجله مآقيها بالحوار مع أوراق طاولتها المنبعثة أشعة حزن  قاتم كبوت!!

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1574 الجمعة 12 /11 /2010)

 

 

 

في نصوص اليوم