نصوص أدبية

على إيقاعِ الصَّلاة

هل عيناكَ لا تستفهمانِ عن المشاهدِ كلِّها

بالرُّغمِ من أنَّ المشاهدَ كلَّها عيناكَ

هل تبكي لتشعرَ بالسَّعادةِ

ضعفَ ما عرَفَ السعادةَ معشرٌ

فقدوا الشعورَ بأنَّهم في الأرض

إن تكُ أنتَ قلبَ الغيبِ

فاعلم أنَّ روحَكَ يا أخي

انشعبت كثيراً دونَ حدٍّ

فهيَ روحي وهي روحُ اللهِ أيضاً

وهي يا مولايَ أقدسُ مرقدٍ لو نامَ جبريلٌ

وأنقى كأسِ خمرٍ في يدِ السكِّيرِ

أقصدُ قلبَكَ المجنونَ في ليلى

فلا تحقدْ على وجهي

فإنَّ له سجايا

غيرَ ما عرفت مرايا العالمِ المخبوءِ

وجهي يا أخي طرسٌّ تراثيٌّ قديمٌ

ربَّما كتبَ الإلهُ بدايةَ الأكوانِ فيهِ

وربَّما قد كان في عمقِ الحضورِ

غيابَ هذا العالمِ المنظور.

مهلاً يا صديقي

كدتُ أنسى: إنَّ هذا الوجهَ

كان براقَ كلِّ الأنبياءِ

ولم يكن للوجهِ جُرْمٌ آنذاكَ

ولم يكن في الأرضِ طينٌ بعدُ

كانت محضَ ضوءٍ

كان كلُّ الناسِ إن ماتوا

فليسَ يضمُّهم قبرٌ

ومن يكُ مولعاً بالقبرِ منهم

كانَ يقصدُ للفضاءِ

فينزوي وسطَ المدار

وتقرأ الأفلاكُ قرآنَ السَّلامِ عليهِ

سلهمْ عن قيامتهم يقولوا:

إنَّها حزنٌ وأفراحٌ

ولكنَّ الزَّحام يقلقلُ الموتى

ويزعجُهم زمانٌ قد يطولُ

قبيلَ أن تأتي قيامتُهم

وفيهم مدمنونَ على الصَّلاة

ومدمنونَ على الكلام

ومدمنونَ على قصائدِ وزنِهم أو نثرِهم

فيهم كذلك مدمنونَ

على السياحةِ في الصَّحارى

فوقَ أحصنةِ النجوم

ومدمنونَ على الصَّداقةِ والعداوةِ

دع أناساً أدمنوا العشقَ الإلهيَّ الكبيرَ

ومن تعوَّد أن يعيشَ

تجاربَ العشقِ النسائيِّ العفيف

ومدمنَ الخمرِ المعتَّقةِ التي

شفَّّ الوجودُ بها

فبانَ عن المخبَّأِ في كثافتِهِ

من المغزى الشفيف.

لعلَّ موتى الناسِ في الزمنِ القديمِ

متى يشاؤوا يهجرون الموتَ

عاشوا بعدما ماتوا طويلاً

بينما متنا طويلاً في زمان العيش

متنا

لا نشاءُ قيامةً أخرى

ولا عيشاً سوى عيشٍ

تمخَّض عن وفاةٍ في الحياة.

الناس في الزمن الحديث

يقالُ عنهم أنهم سُعداءُ جدّاً بالبلاهةِ،

لا الحياةُ لهم ملاذٌ

لا الغيابُ لهم خلاصٌ بالوفاة.

[email protected]

 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1112  السبت 18/07/2009)

 

 

في نصوص اليوم