نصوص أدبية

في حالات شرودي

فرأيتُكِ في قطيعِ أيائلَ

يُصارعُ الغَرَقَ

وهو يخوضُ

كِسَفا ثلجيّةً في نهرٍ مُتَجَمِّد

مَدَدْتُ يدي إليكِ

فجذبْتِني من حلاوةِ الروح إلى القاعِ

جَهَرْتِ باسمي صارخةً

فإذا النهرُ فيضٌ من نورٍ

فحمدتُ اللهَ على نجاتِكِ وغرقي !

***

 

وقبلَها صفنتُ فيكِ

فرأيتُكِ مكانَ أفروديتَ

يومَ أنِ امتطَتِ البطّةَ البريّةَ الطائرةَ

تعلَّقْتُ بجناحِ تلك البطّةِ

فإذْ بي أسقطُ من شاهقٍ

على فَرْشَةٍ من زَغَبِ اليمامِ

فركتُ عينيَّ لأتأكَّدَ من حقيقتي

فرأيتُني مضطجعاً على قَشَّ بيدرٍ

من حزني الكثيف .

***

 

ومنذُ ليلتينِ صفنتُ فيكَ

وأنا مضجعٌ على حصيرةٍ مهترئةٍ

كانت قد نسجتها جَدَّتي

في ماضي السنينَ

من قشَّ حَلْفا سهلِ بحيرةِ الحُوْلةِ

وبعدَ دقائقَ رُحْتُ في غفوةٍ

لم أدرِ أطالتْ غفوتي ساعةً

أو ربعَ ساعةٍ

ولما صحوتُ

نهضتُ لأرى وجهي في المرآةِ

فإذا بقشِّ الحصيرةِ

قد عَلَّمَ في صفحةِ خَدّي

أخذت دلواً

ونشلتُ ماءً من بئرٍ

في ساحةِ دارِنا

غَسَلْتُ وجهي

وسقيتُ بما تبّقى من ماءٍ

شَتْلةَ حَبَقٍ في تنكةِ الزَرِّيعةٍ

فَرْفَحَتْ الحَبَقَةُ

ووجهي

جرَّاءَ الصّفنةِ فيكِ !!

***

 

وأخيراً

لو بُحْتِ باسمي لَغَنَّى

باسمي ضُحَىً عندليبُ

وصارَ ليلي نهاراً

وعادَ عقلي السليبُ

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1114  الاثنين 20/07/2009)

 

 

 

في نصوص اليوم