نصوص أدبية

صيد الفقمة

بنظرة صاعقة المعالم لفتاة تسير وسط شارع فرعي بصباح يُنبّئ عن ريبة التبكير! فلما لاحقها ببوليسية متقنة،دلفت لمحل أزياء داكن الضوء ثم اختفت داخل قفص الخطيئة في ذاك المحل المحدود المساحة دون أن تتوقع أبدا أن هناك عيون صقر أرتابت وحلقتّ حولها تطويقا. وبعد نهاية المغامرة المحسوبة جدا من قبلها اختفت عن نواظره لطول الانتظار المحسوب لدفع الريبة من التردد المساري في الشارع العام فحركة الناس  الصباحية، قليلة وتكرر الذهاب والإياب يثير الريبة من الرجال خاصة في دكاكينهم، فعاد لداره منشغلا بصحف الصباح ومستغربا كيف تضع الخطايا دائما سيناريوهاتها أمام نواظره الاستطلاعية! فخرج مرة أُخرى لنفس مساره الصباحي ويظهر إن الاقدار تريد ان تُقدم له نفس الامرأة من جديد على مشهد عينيه السينمائي أو المسرحي الغائب! أهكذا تعمل الصدف؟ فلاحقها وهو متيقن أرتكابها خطأ ما؟ وكنه الملاحقة ليس لبناء الأوهام وعماراته الشاهقة في النفوس المتربصة للافتراس! بل لإشباع نهاية الرغبة لديه بأنه محظوظ في فراسة اصطياد خطايا النساء! فلم يسعى لاستغلال معلومته حول تواجدها المريب وسط ظلمة محل أزياء وصباح مبكر على جلب الصمون حصريا للنساء! وليس لمتعة خارج سياق التوقع،أسقطت الفتاة نفسها في حبائلها فلاحقها وتجاوزها ثم قرر مواجهتها بما رأى مع قساوته الانفجارية لمن تظن محالية أن يعرف احدا ما بما فعلت! سلمّ عليها فأجابت بنغمة مؤدبة ثم أفترس هدوئها النفسي ليخبرها انه رآها تدخل محل أزياء ال...!! فتمسكت بتلابيب الارتباك الحاد! امتقعت! اهتزّ توازنها المكتوم،تغير لون وجهها وردت بحدّة غير مدروسة، أنها أشترت منه ملابس!! مع إن يديها عذراء! وان زوجها وبيتها قريب وأنها ستستدعيه ثم دخلت في تلاعبات التمويه والتلفت الحاد لملاحقها الواضح  هاربة من موقع الحوار الساخن، لارتدائه بلوزا ملونا متميز الطول الموجي، حتى استطاعت تضليله عن معرفة محل سكنها لان جلّ تفكيرها ان حصيلة هذه الحالات هي الابتزاز! رغم أنه بعيد عن الفكرة ورغم انذهاله من الخطأ في ذكر اسم المحل الحقيقي فلم تنكر الاسم المزيف لان الأصل الخطيئة! فكانت بالنسبة له كصيد الفقمة!! محال في المدن الشعبية ولكنه تحقق!!

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1582 السبت 20 /11 /2010)

 

 

في نصوص اليوم