نصوص أدبية

همس المعاطف

همس المعطف البني لزميله..

كل كسرة الخبز هذه الآن ولا تخف، إن أزرارنا متينة وجيوبنا عميقة وبطانتنا دافئة حتى أوراقنا أكلها العث والجراد..

أجابه المعطف الأزرق..

لقد غسلوني منذ زمن بعيد وما زلت ارتعش ذكرت القمر كثيرا والحالة نفسها تلبسني منذ أعلنت خزانتي / مرآتي / سلتي / منديلي / شماعتي / لوني كلها للبيع.

قال البني.. أنا مثلك لم ابق شيئا لدى، سوى مقرضة أظافر وقصيدة وصورة حبيبة مهاجرة، أتعلم أن مالكي قد خرج مني منذ عصور عديدة لم يرض أن يبقي لي حتى كفيه لا دافع يهما عن نفسي؟

قال الأزرق.. كفاه وهو حر يهما أتذكر عندما كنا خيطا ندخل بثقب الإبرة إلى الضفة الأخرى من العالم بسهولة. كانت لي أمنيات كثيرة أن أشارك في لعبة نط الحبل أو أصل السماء على متن طائرة ورقية أو احمل بمنقار عصفور إلى عشه ولكن كل هذا كان مجرد حلم أو سراب لم يحدث لقد أخذتني مقصلة الحائك جعلتني معطفا سميكا لأواجه البرد القارس احمل الثلوج على كتفي وضعوا في جيبي زجاجة خمر.

البني.. لقد شاهدت حفلات القصور أول الأمر وعرف جيبي الداخلي الكثير من الأسرار أرقام الشيكات والهواتف / صور الداعرات / و…………….

اذكر أن جيوبي كانت تلف الأصابع المتباهية بالخواتم الذهبية كنت معطرا بروائح عديدة وثمينة، اجلس بين موائد الشهية اسمع الموسيقى أتباهى بوردة على صدري وانتصب على كراس دوارة. كان شيئا مرتبا وأنيقا حتى جاؤا بي إلى هنا بتهمة اكتشاف ثقب صغير في احد جيوبي من خلاله تمت عملية تهريب النقود.

وأنت لماذا أتيت إلى هنا؟

لقد لا حظوا هذه الثقوب فوق صدري فادعوا فعل اطلاقات نارية تعبت في إقناعهم لقد كانت حرقة سيكارة لسكير ثمل ليس إلا ………..

البني .. أما زلت خائفا..؟ دعنا نتخلص من مساميري تعليقنا ولنحاول فتح الباب أولا ونخرج..

الأزرق اسمع صوت المعطر وأخشى أن نتبلل. أو نموت

البني .. إذن دعنا ننتظر فلربما يفقد المقص ذاكرته أو نستطيع النوم .. لنحلم.

ثم علامة الخوف من الموت.

من الصوف بدأنا والى الصوف نعود.

يضحكان..........

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1589 السبت 27 /11 /2010)

 

 

 

 

في نصوص اليوم