نصوص أدبية

ظنون تائهة الهدف

أقبلت أمام ناظره يتهادى جسدها كأفعى .. ترتدي ثوبا أرجوانيا يبهر شبكية عيون الناظرين ويحتضن بحنان دافق، كتفيها شعر اسود ذو تلافيف ككثافة أغصان الشجر الربيعي، جاورته مرتدية قلقا منظور السطوع في الدكة القريبة وشرعت تلاعب بعصبية مرئية.. قلادتها الذهبية وهي تقتنص بحدّة النظر لساعتها وحركة جيدها المستمرة ترسم لوحات ذاك القلق العاري المنظور.. مرت ساعة زمن تشتت لديه كل خلايا استذواق القراءة متظاهرا بالانشغال ولم تزل في سور كآبة الانتظار... نهضت بعنف باسق ورفعت حقيبتها السوداء بحنق وغادرت الدكّة غاضبة الغيظ دون الانتباه لسقوط قلادتها على البساط  العشبي الأخضر، تسارعت خطوات المغادرة، ترك دكته والكتاب في عناق صمتي، حمل القلادة وانساب يحثّ الخطى لاهثا فأدركها محاذيا جسدها الملتهب غضبا، سلّمها القلادة دون حوار لم تأبه ووهبته ابتسامة شكر طائشة وأودعت القلادة سجن حقيبتها ومضت بنار اشتعال مرئية الوهج دون ان تترك للزمن لحظة وهم واحدة كان يتمناها بحوار مشترك رسم بخياله الخصب صياغته الهندسية سدى!!

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1595 الجمعة 03/12 /2010)

 

 

في نصوص اليوم