نصوص أدبية

نامي على زندي (لزوميّات خُماسيّة)

والزهرُ مبتسمٌ لنا ما أكثرا !

والعطرُ تمسَحُ كفُّهُ أنفاسَنا

لا تسألي الشحرورَ ماذا ثرثرا

وأرى الثَّرَى عَشِقَ الثرى فينا فهلْ

أجزاؤُنا تنـزاحُ عن عشقِ الثرى

كلاّ ولكنْ ذاك شَوْقٌ مِلْحُهُ

يشتاقُ في آماقِنا أنْ يُنثرا

ـــــــ

طُرّاحة: فرشة رقيقة من خِرَق .

        *******

 

نامي على زندي تنمْ آلامُنا

فينا وأرياحُ الأسى لن تَعْصِِفا

وغُصُونُنا إذ تستريحُ ببعضنا

لا تستطيعُ يدُ الرّدي أن تقصِفا

حتى وإن قصفتْ تظلُّ دماؤنا

ممزوجةً عن بعضها لن تُقْصَفا*

فإذا تآكلَ بعضُنا برحيلِنا

والعيش فينا من غُثاءٍ  ما صفا

فلقد ظُلمنا في الحياةِ ودهرُنا

هيهاتَ أنْ يُسدي لنا أو يُنْصِفا

ـــــــ

يُقصف: يفصل عن بعضه كفصل الزيت عن الماء .

أن يُسدي: أي أن يُسدي معروفاً أو نُصحاً .

        *******

 

نامي على زندي فتلك طبيعةٌ

وغداً إذا نمنا طويلا نُرْهَقُ

ما أجمل َ الأهاتِ في أنفاسِنا

والشوقُ نارٌ في دمانا تَشْهَقُ

يجري بنا الدهرُ الصبيُّ وإنهُ

مهما تقادمَ فهو جَحْش* ينهقُ

فإذا ركبناهُ أطاحَ بِرَكْبنا

ونفوسُنا عمّا قريبٍ تُزهَقُ

والدهر إذْ نُصغي إليه فأنه

متحدَّثٌ لَبِقٌ ولكنْ يَسْهَقُ

ـــــــ

جحش: حمار صغير كناية على أن الزمان لا يهرم .

يسهق: يكذب ، والسَّهْوَق الكذّاب .

        *******

 

بئسَ المنيّة كمْ تغولُ وإنّني

من هَوْلِ ما غالتْ أراني أرجُفُ

والناسُ ينهالونُ في حفُراتها

وبكلِّ ثانيةٌ قبورٌ تُنْجَفُ*

وأرى الترابَ كسِجْفِ عِرْسٍ* بعلُها

يرخي عليها الساتراتِ ويَسْجُفُ*

والناس لم تشفعْ لهمْ أجسادُهم

هذا بدينُ بَرَى* وهذا أعْجَفُ*

وأرى المليحَ كما  القبيحِ كلاهما

رهنٌ بما يُدمي القلوبَ ويُوْجِِفُ

ـــــــ

تُنْجف: تحفر جوانبها لتَّتسع .

السِّجْف: السّتر .

يَسْجُفُ: يُرْحي الستارة .

العِرْس: إمرأة الرجل ، أو بعلُها.

بدين بَرَى: كثير التراب كناية عن بدانته

التي ستؤول إلى تراب .

أعجف: هزيل نحيل .

يُوجف القلوب: يجعلها تخفق مضطربة .

         *******

 

نامي على زندي غداً يجتاحُنا

سيلٌ يُغَرِّقُنا ولا من مهربِ

ذاك المصابُ يقولُ:صفِّقْ يا دَجَىً

بغُرابِ أجنحةٍ ويا شمسُ اغرُبي

مِحَنٌ تُكَشِّرُ للوَرَى أنيابَها

في لدغِ داهيةٍ* ولسعةِ عقربِ

لا ينفعُ الآسي الشهيرُ بطِبِّه

كلا  ولا تنجيمُ نَجْمٍ مَغْربي

لم يبقَ إلاّ أنْ أنوحَ بمعزفي

حزناً عليكٍ ،

وأنتِ بالدّفّ اضربي !

ـــــــ

الداهية: المصيبة  وهي كالأفعى العظيمة .

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1148 الثلاثاء 25/08/2009)

 

 

في نصوص اليوم