نصوص أدبية

كالسَّرْوِ في الغاب (ليلة عيد ميلادي)

والنَّجْمُ يُصغي لي بِصَمْتي

مثلَ إصغائي إلى هَدْرِ الحمامِ ،

لا نبتةُ النّعناعِ تُؤويني

ولا الأحلام في زهر الخُزامِ

***

 

ورأيتُ في حُلْمي التي

مَرّتْ كما مَرِّ الغمامِ

وصحوتُ من نومي

كصحوِ الطفلِ من جوعِ الفطامِ

ولفافةُ التّبغِ التي دَخَّنْتُها

وشربتُ رَكْوَةَ قهوةٍ*

شربَتْ منامي ،

ورأيتُ من مرَّت كما مَرِّ الغمامِ

كسنابلِ القمحِ الملثَّمِ بالوئامِ

وجبينُها زَهْرُ الضّياءِ

وليتني ما كنتُ في حزني يُدَثُّرني ظلامي

ناديتُها ولعلّها تأتي إليَّ

وقلتُ يا هذي !

تعالي واسهري !

أو هاكِ زندي تَوَسَّديهِ

كما يشاءُ تَوَسُّدي حجراً

ونامي !

فلعلّني أسلو جروحاً

بعضُها قد جَفّ في قلبي

جفافَ قرنفُلٍ ،

والبعضُ يُشْبِهُ زنبقاً

لمّا يَزَلْ في الصدرِ دامي

وغرقتُ إمّا جئتِ

في همسٍ ،

وفي لمسٍ ،

وفي بدرٍ

وفي شمسٍ

وفي شوقٍ قديمٍ

للبوادي والخيامِ

إني أتوقُ إلى الرمالِ

تدوسُها قدماك

توقَ الغيثِ من ظمأٍ الى ظمأِ الرّغامِ

***

 

وظَلِلْتُ ليلي ساهراً

وأنا أُصَلّي صامتاً :

يا ليتَ من مرّتْ كما مرِّ الغمامِ

يا ليتها تأتي تزور بوهمِها

في ليلتي هذي

كما كانتْ تزورُ بوهمِها

في عيد ميلادي

ولو لدقيقةٍ في كلِّ عامِ !!

 

للشاعر : سعود الأسدي

ـــــ

رَكْوَة قهوة : إبريق قهوة .

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1164 الخميس 10/09/2009)

 

 

في نصوص اليوم