نصوص أدبية

شهــوة

سترتْ ترائبَ صدرِها بوشاحِ

وأصابعي عزفت لياليَ شعرِها

قيتارةً غنّتْ لهيبَ جراحي

وملأتُ أقداحَ الهيامِ وثغرُها

يَهَبُ اشتهاءَ السُّكْرِ للأقداحِ

توتٌ على شفتيَّ من ياقوتِها

أذكى لديها غيرةَ التفاحِ

لا كانَ توتٌ في الحقولِ ولا نما

التفاحُ بين غُدَيّةٍ ورواحِ

طيفانِ كنّا ثمّ صرنا واحداً

والليلُ يسترُ طيفنَا بجَناحِ

لا تُشعلي المصباحَ قد زاحَ الدُّجَى

عن ليلِنا الزاهي بلا مصباحِ

والليلُ كالأنثى الشهيّةِ يلتقي

بالشهوةِ الغَرْثَى كمُهْرِ جِماحِ

وأراهُ من شعر وموسيقى ومن

شَبَقٍ ومن عَبَق الشَذَى الفوّاحِ   

والنومُ فيه خسارةٌ مفضوحةٌ

فلتعجبي من خُسْرهِ الفضّاحِ

وأجوبُ فيكِ تيقُّظي بضَراوةٍ

شمّاءَ تُغْري بيرقي وكفاحي

ولتغرقي في صفنةٍ أغرَقْ أنا

في صفنةٍ بجبينِكِ الوضّاحِ

 

ليت الصباحَ تباعُدٌ عنّا ولم

يرجعْ وقد بلعتْهُ أرضُ بَرَاحِ

نامي وإلا فاسهري فلعلّنا

نصغي لشدوِ البلبلِ الصدّاحِ

يا هذه لا تأسفى ! الليلُ انثنى

ومحا احمرارَ الفجرِ صُبْحٌ ماحي

فإذا أسفتِ معي لمحوِ سُهادِنا

وغدا عزيفُ الريحِ بعضَ نُواحِ

يكفيكِ أني كنتُ سُكْراً صاحياً

فيكِ وأنت لديّ سُكْرٌ صاحي

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1169 الثلاثاء 15/09/2009)

 

 

في نصوص اليوم