نصوص أدبية

هيَ جنَّةٌ من تحتِها الأنهارُ../ بوعبدالله فلاح

منْ ينفي؟ لأبْصُقَ في يديهِ

فأمحُوَ الكذِبَ الذي اعتدناهُ..

ما بينَ المُشرَّدِ والمشرَّدِ

في الهوى أسرارُ...

أنا للجبالِ خُلِقتُ

منْ أمٍّ تُصلّي الفجرَ ..

تحفظُ (قلْ أعوذُ)..

وتَعجِنُ الخُبزَ التُرابيَّ الشّهِيَ

ومن أبٍ يحنى لهُ الإعصارُ...

أنا لا أقولُ : أُحِبُّ

إلا في القصيدةِ  صادِقًا..

أنا لستُ إلا عاشقًا..

تقتاتُ من فمهِ المُضرَّجِ

بالأسى الأشعارُ..

لا النَّهدُ نجمٌ في فضائِكِ

مثلما صوَّرتُ في الحلمِ المخاتَلِ

لا الشّْفاهُ أهِلَّةٌ..

لا الليلُ ليلٌ ساكِنٌ ..

من أينَ تأتي نَحوَنا الأسمارُ؟..

أستاءُ حينَ تغارُ..

وأتىَ سليمانَ الحكيمَ اللهُ

مُلكًا لا يبيدُ..وحكمةً..

وأتاهُ جِنًّا ..يُسجَنونَ

إذا عصَوا أمرًا..

أتاهُ الريحَ تجري فوقَ عرشِهِ

تُلهِمُ الثوَّارَ ..حينَ تُدجَّنُ الأطيارُ..

أنا هكذا ..بينَ القلوبِ

مُتَوَّجٌ بالعشقِ

أعشقُ ما تعَسَّر منْ

جَوَارٍ ..لا أحِبُّ الرَّقصَ

قبلَ الجِنسِ..

لا نايٌ ولا مِزمارُ...

أنا هكذا بينَ السَّماواتِ

المُشرَّدُ..لا أحبُّ الأرضَ..

مُذْ صارَتْ حُطامًا..

لمْ تَطَأْ قدمايَ هذا السجنَ

تَحرُسني هنا الأقمارُ...

أستاءُ حينَ تغارُ..

يا منْ تُكِنُّ الحقدَ للعُشّاقِ

كنتُ أسأْتُ حينَ  دخَلتُ

عاصِمةَ الرَّشيدِ..؟

أكنتُ أسعدَ مَنْ هناكَ؟

فكيفَ كيفَ ترَكتَني

أقتاتُ من لغةٍ محاها الغيمُ

والأمطارُ...؟

هيَ ثروةُ الكلماتِ ..لا هِبَةٌ

لكلِّ الناسِ ..مِثلَ العِشقِ

لا كالموتِ ..

والميلادِ

آمِنْ..إنّها أقدارُ

هيَ جنَّةٌ

من تحتِها

الأنهارُ...

 

10/03/2012 (الجزائر).

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2057 الأثنين 12 / 03 / 2012)

في نصوص اليوم