نصوص أدبية

بَيْنَ الْأَلِفِ وَالْيَاءْ / شادية حامد

 

ظَمْأَى،

أَنَا ظَمْأَى،

مِثْلَمَا نَبْتَةً يُؤَرِّقُهَا مَا يُؤَرِّقُهَا

فِي نَصٍّ شِعْرِيٍ قَدِيْم .

مِثْلَمَا أَلَقٍ عَقِيمْ .

مِثْلَمَا هَاجَرُ، جدتي، بَيْنَ أَنْقَاضِ هيكلٍ أَحْجارُهُ :

صَمْتٌ،

وذُهُولٌ،

وَحَيرة ْ،

ها أنا ذي  لا أَنِي أَبْحَثُ عَنْ أيْ قَطْرَةْ

بِهَا يَنْقُصُ الْلَّفْظُ،

ويَكْتَمِلُ الْمَعنَى .

 

ظَمْأى .

وأَنْت ؟

كَمَا أَنْْت،

دائماً، فَوْقَ مَا يَنَالُهُ الْطَّرْف،

تَتَصَدّرُ بَهْوَ اْلْحَرْف،

وتَعْصِفُ بأَوْتارِ المَْغْنَى.

 

ظَمْأى .

وَيا وَيْحِي !

كَيْفَ أَهْتَدي إِلَيَّ فِيْك ؟

كَيْفَ أَنْحَتُنْي فِي " سُرَّ مَنْ رَأَى " مَآقِيكْ ؟

كَيْفَ يَا دَرْبَ التَبَّانة !

كَيْفَ بِِكَ أَسْتَجير ؟

أنَا الّتي

-         في أَثَرِ الْنَجْمِ –

قافِلَةً،

عَلَى طَريْقِ الْحَريْر،

لا أَنِي – ظَمْأَى – أَسْيرْ .

 

ظَمْأَى .

أَيْ ظَمْأَى !

وَأَنْتْ ؟

أَنْتْ، يَا مَنْ عَلَى رُكْنِكَ أَرَى هَيْكَلي يُبْنَى !

أَنْتَ بِالذات، أَنت يَا مَنْ  أَهْرَقْتَ – عَلَى الْأَرْضِ –

قَارُورَةَ الْمَعْنَى !

أَنْتَ الْأَلِفُ .

وَأَنْتَ الْيَاء .

 

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2057 الأثنين 12 / 03 / 2012)


في نصوص اليوم