نصوص أدبية

أوراق خريف في نيسان !

---

 

مِن العبث أن أخفي ضحكتي

                               أردتُ الحرية من مقلتها

غير أنها

أطبقتْ رموشَها كالقضبان !

---

 

حوَّلتُ فساتينكِ

الى جماهيرَ من الورد،

وعرفاناً منكِ

ألبستِ

مهجتي

عزلة الخريف !

---

 

أيتها المسافرة

أرأيتِ قطاراً طويلاً لا يتوقف ؟

تلك هي أمنيات حياتي،

قطارٌ ممتليءٌ ولكن لا أحدَ ينزل منه فأعانقه

وأحمل عنه حقائبه،

أمّا وقد نزلتِ لوحدك

فكم تمنيتُ لو أنك بقيت مسافرة

وتلك أمنية تُضاف !

---

 

بجعةٌ صغيرةٌ تتشمَّسُ

والشمسُ تراقب هذا

بحبورٍ وفخرٍ

لماذا تفاخرت الشمسُ ؟

كان ضياؤها يقوم مقامَ الريش !

---

 

المنفى وهمٌ

نَحْنُ رسَّخنا أُسُسَهُ

وإلاّ فما معنى أن يشاركني الوطنُ

حتى ارتداءَ القميص؟

هذا نفيٌ للنفي .

---

 

قالت الذبابة للزرافة : 

طوبى لكِ ولِهَيبة قوامك

فالجميعُ يحيط بكِ

ويقدِّم لكِ فروض الطاعة .

ردَّتْ الزرافة :

بل طوبى لكِ أنتِ

فأنتِ تفعلين ما تشاءين

دون أن يلمحك أحد !

---

 

حلَّقَ حُبُّنا

وردةً في الفضاء،

وردةً راحت تفتش عن أزمنةٍ مناسبة

حتى تعبتْ

وكما لو أنَّ إطلاقةً تسلَّقتْ اليها

سقطتْ الوردةُ بكل رشاقةٍ

لتَزدحمَ حول قلبها المتوقف 

كاميراتُ السُوّاح !

---

 

هي أسْمَتْ لقاءَنا

لقاءَ الألف قُبلةٍ

ألهذا أصبحتْ

قصيدتي

قُبلةً بلا شفاه !؟

---

 

مِن الحرية أنْ تجعلَ السجّانَ

يشعر بأنه سجين

ومِن العبودية أن تخرج من السجن

حاملاً قضبانَهُ .

---

 

في لهجة بلاد الرافدين

( يَسْكرُ ) و(  يُقندِلُ ) سِيّان .

تذكَّرتُ هذا وأنا أدخلُ فندقاً

يُقال له : فندق قنديل .

وحين غادرتُهُ بعد ليلتين حزنتُ

فقد كان جميع ساكنيه

يترنحون متوهجين !

---

 

ظلَّ كلٌّ منهما

ينفخ دخانَ سيجارته

في رئة صاحبه

ويبسم حتى لوّحَ الصباح

فقالت بحزنٍ : نفد الدخان ...

نظرَ فقال : كلا، إنتظري،

ثم طار ...

كانت الشمس في يد الغيم

سيجارةً تتقد !

 

--------------------------

(*) كُتِبَتْ أجزاء من هذا النص في نيسان الماضي وأكُمِلَتْ لاحقاً .

كولونيا - 2009

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1193 السبت 10/10/2009)

 

 

في نصوص اليوم