نصوص أدبية

رغبــة

أنام واقف في ظل خيالي المنهك بالبحث عن طريق العودة

رئتي نائمة أيضا

لكن سواد الليل لا يحب النوم في تلا فيف الحديقة العامة

فالقصائد تعرش فيها

أما أنا فأريد أن أعبر النهر

أعبره على خيط الكهرباء إلى ضفة يقال عنها مستودع لحوريات الجن

و أقفل الباب خلفي

كي لا يدخل بعدي أحد

أبقى و معشوقتي وحيدين

معشوقتي الوحدة

عيناي من ثلج

دربي ينتهي عندما يبتدأ الغدير في جــر حصى الذكرى

إلى منفى الكلمات

قلت: للأشجار رغبة الموت واقفة

و أنا من تراب

فيا أيها الحطاب شكل من حطام الأرض متحفا أرتب فيه جراء الثعالب

فأنا أحب التفكير في عجائب المنجزات

أبحث دائما عن منتجع الأمنيات لنرحل سويا إلى بلدي الملغى من خرائط الآخر

هنا اللغة تنادي الرواسي، تستنشق شعاب المرحلة كزهر البحيرة الشرقية

أدخل في نهاية المطاف في بحث عن المكان و الزمان

و عن سنفونية رددها الكمان

و شيئا من صدق الشياطين لما توزع دنان الشعر على الأصدقاء

لكني هيولى الصعود مع أشعة الشمس المتمردة على شتاء القطب الوحيد

لذا أرسم دوائر من طيف/أوزعها على أطفال الحي

فيضحكون و يمرحون

منادين : يا عم كيف تحيك من الأحلام ما يشبه برنوس الأمير؟

كيف تقرأ القطع المتناثرة بين السطور؟

كيف ترمم مرآة الغياب؟

يا أبناء....من علمكم صناعة الكلام؟

قلت: للأشجار رغبة في مطاردة ليلها و الوهم

و لي ما تيسر من صبر السهام

أذوبه في رواسب الوجود و الجود و الزنجبيل//و بعد التحية

أخذت مكانها بمشيئة هالتها المبعثرة

داعبت كأسها،غيرت من وظائف الأرض،كشفت عن ساق،ابتسمت

تصلبت شرايين الشوارع

فتغير ميقات النبع

حتى العصافير فضلت الأقفاص عن حرية تعودتها

و أنا لا أنا

أضع خطا تحت رسم البداية و النهاية، أدس الزيت تحت الوسادة و أنام عابرا جسر المحبة مسرعا...

فكيف أخلص السرخس من طموحاته ؟ يكفيه تكاثره المفجع على ضفاف القلب

فهلا سمحت لي يا صديقي الأزرق أن أرسم نقطة النهايـــة.

 

بادر سيف  - قالمة- الجزائر 2009

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1196 الثلاثاء 13/10/2009)

 

في نصوص اليوم