نصوص أدبية

كان بودّي / هلا مراد

كانَ بودّي

أنْ أقول له :

صباحُ الخيرْ

 

لكنه مزاجيُ الترحابِ والتهليلْ

لا تعرفُ لهُ إشارةَ الولوجِ إلى نفسه

 

هذه الأيام

هو بخلافِ الأمسْ

لا تنفعُ معهُ الذِّكرى

ولا التحية

 

هو الغامضُ

التائهُ

الفوقيُّ

المتكبرُ

الصامت حدّ الصهيل

هو البركانْ

وهو الدهشة

 

آهٍ

كمْ

كانَ بودّي

أنْ أقولَ له :

صباحُك سُكّر

فيجيبُني كعادتِهِ القديمة

وأكثرْ وأكثرْ

 

هوَ اليومْ

بخلافِ كلِّ عاداتِهْ .. ..

حتى التحية

يحبسُها في صدره الناري

 

أما أنا .. ..

صرتُ أنأى عن إلقائها

كي لا تتقعّرَ روحي حزناً من تلاشيها في ضياعه

 

مزاجيتُه غلطتُهُ الكبرى  

أدخلتْه في مَتحفِ الشَّمعِ الآدَمِيْ

إشارةُ لاقطِه تيبستْ إبرتُها

فأحجمتُ أنا عن الإرسالِ

 

آهٍ كم كان بودّي أن أقولَ له

 

صباحُك طيّب

يا هلا بالخير !

لكنه

التائهُ في جحيمِ النفس

تتعبُه ويتعبُها

ويكابرْ

وأنا ما كنتُ لأرمي السلام على المحنَّطين

يعاندُ في ردِّ السلامْ و رميِ التحية

وإني بهذا سأغدو عصيّة

 

27 - 7 - 2012

تابع موضوعك على الفيس بوك وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2194 السبت 28/ 07 / 2012)

في نصوص اليوم