نصوص أدبية

فلماذا تُهاجر ؟ / هلا مراد

لماذا نهاجر ممن حولنا

الى أعماقنا التي

تشبه المجاهل

لماذا يا صديقي ، أجبني ، تُهاجر ؟

 

هل تَذْكُرْ ؟

أم أنتَ نَسيتْ !

ويعيثُ في الذكرى النّسيان ؟

تخيّلْ ..

حتى أنا

لا أدري كيفَ هان ؟

على القلب الرحيبِ كيفَ هان ؟

كلُّ ما بين العُيون كان !

 

تَخيَّلْ

حين هاجرْنا معاً ممن حَوْلَنا

وأقمْنا كلٌّ في قلبِ الآخر

حينها

حصَلَ كلٌّ منا على جنسيةِ الانسان

فكيفَ اليومَ هان ؟

هل سحبتَ جنسيةَ الحبّ ؟

أم وددتَ الهجرةَ الى النَّسيان ؟

كيفَ على الوجدان هان ؟

قلْ لي

كيفَ هان ؟

 

تخيّلْ

حين سافَرَتْ عيناك في كُحْلي

ومَسَحْتَ رأسي بِرُقْيا الحُبَ

وبِتْنا نطوفُ

قلبٌ حولَ قلب

تذكَّرْ

إن كنتَ هُنا ما تزال

تُلملمُ الحقائب

وبَعْدُ لم تُهاجر

فلماذا يا صديقي

نقيمُ في القلوبِ التي تَحْتوينا

وبعدَ الإقامة نعودُ نُهاجر ؟

 

أذكُرُ ما أزالُ

ريشتَكَ الصّباحية

معْ رنّات الهاتف

وصوتٌ يُعانقُ عالمي

كلَّ يوم

ألفَ مرَّة يُرَتّلُ لي آيَ الحُبِّ والحياةِ والبشريّة

كنْتَ رَجُلا في بشريّة

فلماذا تُهاجر

هل منحتْك امرأةٌ أخرى

إقامةً ؟

محرابا ؟

أم جنسية ؟

 

أذكرُ ما أزال

وأنا ذاكرةٌ لا تَسْتَهتِرُ بالتاريخِ

والجغرافيا

ودروسِ الُّلغةِ الشعرية

بأنك

وحيي ونبيي

وقصيدةُ عِطري الجوريّة

ومسائي

عشقي

وسموٌي

وعوالمُ جنٍّ سِحْرية

هل تذكرْ أمِ القسوةُ فعلتْ فعلتَها 

والهجرةُ نالتْ هجرتها  ؟

 

رُمْحُك مَغْروسٌ في جُرْحِي

وأُكابرُ

كمْ وحدي أُكابر 

في ذكرى النِّسيان أُهاجِرْ .. 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2205   الجمعة  17/ 08 / 2012)

في نصوص اليوم