نصوص أدبية

قصة ُالانقسام / وحيد خيون

 

وَصْـلة ٌ نعزِفـُـها في كلِّ عامْ

لا نـُـسَمِّـيها سياسه

لا نـُسَـمِّـيها دراسه

لا نـُسَـمِّـيها خِـناقاتٍ و لا حتى غرامْ

ضيـفـُـنا من ألفِ عامْ

كان للمنزِل ِ أهلا ً

في منام... في جلوس... في قيامْ

ضيفـُـنا يعني شريك ٌ في الطـّـعامْ

كبُرَ الضيفُ كثيرا ً

كبُرَ الناسُ جميعا ً

ونسى الناسُ مَـن الضيفُ و مَنْ أهلُ المقامْ ؟

ذاتَ عامْ

مرّ َ جدّي ورأى القرية َ تجثو

قالَ : كيفَ اللهُ يُحييها وقد صارتْ حُـطامْ ؟

فأماتَ اللهُ جدّي ليسَ إلا ّ ألفَ عامْ

ثمّ أحياهُ .. وقد شاهدَ جدّي ...

ضيفـَهُ جـِلـْـدا ً و أكوامَ عِظامْ

فكـَساها اللهُ لـَحْـما ً وغدا الضيفُ تمامْ

قالَ جدّي : يا إلهي .. إنهُ ضيفي ..

و مِن أهلي .. أعِـدْ روحَ الغـُلامْ

قالَ : هذا ليسَ من أهلِـكَ هذا عملٌ جدّا ً حرامْ

قالَ : يا ربِّ لماذا؟

قالَ : هذا أخبثُ الخلق ِ

من الرِّجل ِ إلى الحلـْـق ِ

من اللحم ِ إلى حدِّ العِظامْ

ذاتَ عامْ

هطلـَتْ أمطارُ

لا يمنعُـها قولٌ

ولا يخرجُ من أهوالِها حتى الكلامْ

واستوى جدِّي على متن ِ السفينه

قالَ يا ضيفي ألا تأتي معي ؟ 

ربّما تغرقُ بالماء ِ المدينه

قالَ : إني سوفَ آوي جبلا ً يعصِمُـني

أفضلَ من تلكَ السفينه

ومضى عنا الغمامْ

بعدَ عام

فإذا بالجبَـل ِ العملاق ِ والتـَـلِّ ملئ ٌ بالهَـوَامْ

أصبحَ الكـَـهـْـفُ كهوفْ

أصبحَ الضيفُ أُلوفْ

خلعَ القومُ اللـثامْ

فبدا الضيفُ رئيساً في النّهارْ

ولقدْ كانَ عدوّاً في الظلامْ

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2298   السبت   08/ 12 / 2012)

في نصوص اليوم