نصوص أدبية

فناجين تحتَ نعاسِ الشموع !

فهو لا يستطيع الإختباءَ طويلاً

وهناك الطبيبُ ينتظر قراءة المِحرار !

---

 

حلُّ الشتاء،

الأشجارُ عاريةٌ كلُّها

إلاّ شجرة صُنوبر ...

رأيتُها تمرُّ بلباسها الكهنوتي

على صفوف الأشجار

ناعِتةً الجميعَ بعدم الحياء !

---

 

فَضْلٌ وكَرَمٌ أن يبسمَ لوردةٍ

إنسانٌ بذاكرةٍ مُعذَّبةٍ

أمّا مَن عاشَ في سعادةٍ مُبَوَّبةٍ

فلا عبيرَ لبسمتهِ

مَرَّ على الوردةِ

أم لم يمرَّ !

---

 

شاكسَني صاحبي قائلاً:

رأفةً بالشموع،

رأفةً بالقهوةِ،

وأخيراً رأفةً بصحَّتك !

قلتُ لهُ:

أمّا الشموعُ فقد أنعسَها بخارُ القهوةِ

 فهي لا تكاد تُحسُّ

وأمّا القهوةُ فهي التي تسعى إليَّ

كلَّما تصفحتُ كتاباً

أو أمسكتُ بقلمٍ

وأمّا صحَّتي فغادرتْ منذ البدايةِ ...

صحَّتي رياحٌ كوَّمتُها

على أجنحةِ البجع !

---

 

للحُبِّ حصانةٌ ضد اليأس ...

قد يكون هناك يأسٌ

ولكنه كيأسِ الشاعر من قلمهِ

بعد أن نَضبَ مدادُهُ

فهو هنا ينظرُ إلى أظافرهِ

ويُفكِّرُ بالمِبراة !

---

 

المرءُ في شبابهِ

ينسى أنَّ طفولتَهُ

تبكي حزناً على فراقهِ

وشيخوختَهُ تبكي لَهَفاً للقائهِ

فهو بين هذه وتلك

بسمةٌ مسافرةٌ

قطارُها الآلام

 ومحطاتُها الآثام !

---

 

عشقُ اللذة

كثيراً ما يوصلُ إلى الندم

ولكنْ دون طائلٍ

فالثمرةُ لا يمكن إرجاعُها

إلى غصنها بعد القطف

أمّا لذةُ العشق

فهي ثمرة أخرى

أو شمعة تولد باستمرار

وهناك مَن يحتفل بميلاد الشموع !

---

 

بلبلُ الأنهار هنا

أسودُ الريش

أحمرُ المنقار

فإذا كان الريشُ هو الليل

والمنقارُ هو الهلال

فإنكَ لن تتعثَّر

حين تسير على الضفاف

فالمناقيرُ يحاصرُكَ ضياؤها

بل لن تتعثَّر

حتى وإنْ سرتَ على الماء !

---

 

سألتُ النعامةَ:

لِمَ تُخفين رأسكِ في الرمال ؟

قالت:

لكي أرى كم من القصور والكنوز

حَمَلَها البَشَرُ معهم

إلى عالَمِهم الآخر !

---

 

بوسعكَ أن تُصدِّقَ

أنَّ لنا برلماناً ودولةً عصريةً

بشرطِ أن تتناولَ

توليفةً جهنميةً من العقاقير !

بل وسترى وطنك ثرياً

وخيراتهِ بيد أبنائه

وبَناتهِ

لا بَناتِ آوى !

---

 

ظلَّتْ تفتِّشُ عنه منذ طفولتها

إلى أن عثرتْ عليه يوماً ...

كان يمشي بثباتٍ على حبلٍ شاهقٍ

ولكنه ما أنْ رآها حتى اختلَّ توازنُهُ

فسقطَ

وكان يصغرُ كلَّما ازداد اقترابُهُ من الأرض،

وأخيراً استقرَّ بين ذراعيها

فراحتْ تُهدهِدُهُ بفرحٍ،

قالت: ما أجملَ السقوط .

سألها: ولكنْ مَن تكونين ؟

أجابتْ: طفولتكَ .

قال: آه، علامَ إذاً يُعِيبون على آدمَ سقوطَهُ ؟!

---

 

الخيرُ والشَّرُ

جوادانِ أصيلان

يَجُرّان عربةَ الحياةِ بتُؤَدةٍ،

إنهما متفاهمان منسجمان

إلاّ مَن بيدهِ اللُّجام

فهو وحدهُ حائرٌ مُوزَّع !

---

 

الموتُ ليس قديماً جداً ...

وُلِدَ الموتُ لحظةَ ولادةِ الإدراك

وهو أشبهُ بالحريةِ

إحتاجَهُ الإنسانُ لتطوير مداركهِ !

---

 

إذا هُم يُصرّون

على جعلِ القمرِ

عملةً نقديةً زائفةً

فبكِ تُشرقُ الحياةُ،

بسماحتكِ،

بنسيمكِ الذي كلَّما تلَهَّفتُ لِلَمسهِ

مَدَّ أناملَهُ ليسدلَ على لهفتي

ستارةً من نعناع !

---

 

الحُبُّ ليس نافذةً

تغلقُها متى ما شعرتَ بالبردِ

وتفتحُها متى ما شعرتَ بالحَرِّ ...

الحُبُّ هو أن تجعلَ من البَردِ والحرِّ

قارورةَ دفءٍ

تُهديها إلى العالَم !

 

برلين

تشرين الثاني -  2009

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1234 الجمعة 20/11/2009)

 

 

في نصوص اليوم