نصوص أدبية

برلين – بغداد .. (تَناوُب وتَذاوُب)

فَروحي النايُ تشربُهُ السواقي

وقلبي الزرعُ تأكلُهُ الخِرافُ

وعشقي لاثنتَينِ بفعلِ هَديٍ

فلا عَرَضٌ هناكَ ولا جُزافُ

تمازجتا فلذَّ الخوفُ لكنْ

يُحيِّرُني على أيٍّ أخافُ

إذا برلينُ في عُرفي سلامٌ

فبغدادُ الندامى والسُّلافُ !

وسِرٌّ مثل وسواسٍ جميلٍ

نطوفُ بهِ هنا وبنا يُطافُ

تلبَّسَنا فبُتنا مثلَ جمعٍ

تألَّقَ مَجدُهم وهُمُ ضِعافُ

تمدُّ إلى الزجاجةِ كلَّ حينٍ

أصابعَ إذْ يطيبُ لكَ ارتشافُ

فتلمَسُ جِلدَها فيَظُنُّ عشقاً

وباطنُها مُرادُكَ والشَّغافُ !

وأنهارٌ كأديرةِ العذارى

سعَتْ بنقوشها مُهَجٌ لِطافُ

فمِن سُفُنٍ يُطالِعُنا صليبٌ

ومِن موجٍ يطالِعُنا اعترافُ !

فترغبُ أنْ تطولَ بكَ الثواني

ولِلّحظاتِ كالليلِ انتصافُ !

وأحبابٌ لديَّ هُمُ عراقي

أحقاً قد نسيتُ لكي يُجافوا ؟

تنادوا للغيابِ وبيْ حريقٌ

وليلُ الصبِّ كِفكافٌ وكافُ !

وأهذي والرياحُ مُصَفِّقاتٌ

كأنَّ السيرَ في نعشٍ زَفافُ !

فَيا دُرَّ البحارِ طَفا شعاعاً

سقى روحي كما جَفَّ الجفافُ

تراتيلُ احتَوَتنا في كتابٍ

تَخفّى مَتنُهُ وبَدا الغلافُ

تعافى القلبُ مِن حُبٍّ بيأسٍ

وأنتِ كمَنْ يُطَبِّبُ مَن تعافوا !

 

برلين – تشرين الثاني - 2009

 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1239 الجمعة 27/11/2009)

 

 

في نصوص اليوم