نصوص أدبية

انتصار الجنـــوبي

بينه و بين الحلم ألق جدار يرتق خيط النجاة

يا صاحبي ...

كم بحثت عن حارس مفطوم على تابوت الذكريات

كي أغسل الثلج و الشجر من خيوط الأمس

أولد الأزهار من كم أعوامي العشرين

و الفضاء ، يا صاحبي كعشبة السرخس ثابت بظل يأنس أصابع الهمس

هنا يتقدم قرص الأرض كماعز يروح في ثغائه الممزوج بالملح

و أنا أستظل بمسرب المضض و خاتمة الكأس

متألق مأتلق محدودب الرمش

في معطف يدعي ثراء الضيق

و ينابيع من تسنيم الفجر

يا صاحبي لا الشرق شرق

ولا الدروب نشيد

لا فرق بين نبيذ يشبه تأليف السهوب و ملاحم الصلح

قلت دعني ألملم الصمت و أركض

تجهض المسافات حقائب سفر و يختنق الطلح

تنفتح سراديب الوشم عن ألم جنوني

كلحن الحروف و هي تحبك غيمتها و البوح

يا صاحبي بين ثدي الفجر و كم البيت أنا غامض

أرهف السمع لوحدتي المهرولة صوب الصبح

أشرب غناء الأعاصير كلما أزمعت أمرها

لتسألني الفصول عن طفيف المشاهد مهاجرة غامضة كزبد البحر

بل أفصل بين حذاء الأرض و مجرة اللوز مودعة غفوتها الفاجرة

و أنا من قبل ومن بعد أحب الرمل

كالمعتاد أحب بساطة اللون ، جذع الانتباه إلى دمنا المترع بالنشيد

لذا سأرسم نهرا عن مستواه يفيض قليلا

ليخذل اللوز و ذبول العبارة

يا صاحبي لم يبق لي خيار

سقطت من مقهى مجاور جدار

في دائرة تنحل من رقبة السيف و الانتظار

و الآن لن أخسر صمت الجهات و الجلنار

بل أمنع الجزية عن سيد من غبار

أهجر محطات السهاد

أحدق في صفحات الوجود ليغيب نهار و يأتي نهار

و من مناكب الانشطار و قطارات الخرائط أجمع حداء السنين

فمنذ أعوام أشرق من دوائر الصخب

ولا شكل لي ولا طرب

سوى نافورة تمضغ الريح و صفحات تنتظر من يذود عن بقائها

يا صاحبي.. لا تهد الصمت و فناجين الصحاري

لأصب في منتصف البيت صورة لشرائط البحر

يا صاحبي لاشيء في هذي المقـــل

حتى ثرثرة الدجــــــــل

كشفت عن غرلة النهار

يجللها عطر من أقانيم الملــل

يا صاحبي لا تدعني في طعنة السكين وحدي

فأنا مسكون بصور الدماء

عير بادية و ماء

يا صاحبي سدد خطاك إلى الوسائد

فإني ذاهب إلى سماوات ترفض الانتحار على صفحات

الجـــرائد

و إني حامل لمعول القطا و نزف الاشتعال

حماسة الغيوم و فتح القصائد

يا صاحبي ربما أقبل خطأ صفحة الماضي

لأنسى مدني المتوحدة و النجوم

أقتل ضجر السواقي

و ألهب نارا تصنع بي ما تشاء لتنام الموائـــد

شمسي أحنطها في التخوم

أرميها بما يشبه الشوق و حصى السنديان

أمضي وحيد إلى غايتي

أطارد حقلي المليء بآثار النسيم

و لأني مثلك أو ربما يحط على راحتي الشمعدان

سأجعل من راياتك شدو الضحى

و أنتصر للمكــــان .

 

بادر سيف –قالمة 2009

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1260 الجمعة 18/12/2009)

 

 

في نصوص اليوم