نصوص أدبية

قد قلنا وقال في زمن الوصال

MM80عـنقاء روحي بها في الروض تَـحْيـينا

نُـبْلي السِنينَ وما كا نـت لِـتُــــبْـليــــنا

 


 

في هذه القصيدة "قلنا وقال في زمن الوصال" حاولت أن أجاري قصيدة ابن زيدون الشهيرة "أضحي التنائي" وذلك لأ نني أحسست في بعض اللحظات أنني وابن زيدون واحد، نتشارك بعض الآمال والآلام. فحبيبته هي الأميرة ولا دة وحبيبتي أنا هي ذلك الفردوس المفقود، هو يعشقها إلى حد الجنون وأنا أكثر من هذا. هو ما شفي من حبها وأنا كذلك. هو عاش منفيا بعيدا عنها وهي في أحضان غريمه ابن عبد وس وأنا كذلك فأندلسي لن ولن تكنْ لي بعد الذي قد جرى. وابن زيدون يحب امرأة وأنا أحب بلدا، فلئن كان لقاءه هو بحبه ممكن – وكان له ذلك - فإن لقائي بها ضرب من المحال، لأنه ومن بعد الذي كان قد كان فإن الأندلس لن تعاد إلا بمعجزة وزمن المعجزات قد ولى وعاد. ولئن كانت نهاية قصة حب ابن زيدون غير معروفة فأنا كذلك لا أعرف نهاية قصة حبي لأ ند لسي.

نعم لقد عارضت قصيدته هذه كما عارض لسان الدين بن الخطيب موشح "هل درى ضبي الحمى" لابن سهل الأ ندلسي وهذا في موشحه الأ شهر "جدك الغيث إذا الغيث هما" هذا الموشح الأخير جاء كأيقونة منزلة من السماء. ولئن اشتهر موشح لسان الدين وحجب موشح ابن سهل. فإن هذه ليست غايتي هنا ولن تكون أبدا. لأن أقصي ما أريده من وراء مجاراتي هذه لابن زيدون هو أن يزداد حضوره أكثر، إذ أنه كلما زاد عدد الذاكرين له زاد هذا من حضور الأ ند لس أكثر على الألسن. وربما يقفز من جديد إلى ذاكرتنا الجماعية ويعاد بناء ذلك الفردوس وذلك الحلم الجميل ولو على مستوى الخيال شعر ونثر، أ كثر مما هو على مستوى أرض الواقع المحال.

وفي هذه المجارة أخذت فقط البحر والكلمات الأخيرة من القصيدة ونسجت عليها قصيدتي وبنفس عدد أبياته،51 بيت

وليس بالضرورة أن معنى الكلمات عندي هو نفس المعنى عنده فابن زيدون يستعمل كلمة رقراق تعبيرا عن الد مع المتدفق فإنها عندي تعني نهر أبي الرقراق بالمغرب الأقصى وهكذا. وأخيرا للـه درك يا ابن زيدون فرغم محاولات المجاراة المتعددة إلا أن قصائدك تبقى شمس تحتل فضاء سماء الشعر تخفي ما دونها من أنجم بتعبير النابغة الذبياني.

 

قد قلنا وقال

في زمن الوصال 1

خلف الله سمير ابن امهيدي

من ا لبحر ا لبسيط

 

با دَ ا لوصَا لُ وعُـدْ نا ا ليــــوم صَا دِ يـنا

قـهْـرا ا لتَـفـَّرقَ ما كُـنا تـَجَـــــا فِـيــــنا 2

عـيـشُ ُ سُعِـدْ نا به في الخُـــلدِ را ضينا

كـنا نـبـيتُ ليـا لي العـمْـر دَاعِـــــــينـــا

عـنقـاء روحي بها في الروض تَـحْيـــــينا

نُـبْلي السِنينَ وما كا نـت لِـتُـــــبْـليــــنا

إ نَّ ا لحنـيـنَ لها سـجَّـا ن يُـشْـــــــقِــــينا

ذا ك الحـنيـنُ نَـوىً ما زا ل يُـبكِـــــيــنا

وا دي الحـجا رة يا قـومــــــــي يُـنَـا ديـنا

يـرجو الإ يـَا بَ يـقول الدهـر آ مــــيـنا

ليتَ ا لزما نَ يُـعِـيد الوصل، يُـشْــــــفِـينا

ما حُـلَّ ما عُـقِـدَ قـطـعا بــــأ يْـدِ يـنـــــا

نَـبـعَ ا لخلـود وَردْ نا حــوض وا دِ يـنــــا

بـِتْـنا نُـعا نق سِحْـرا مذْ تَلا قِــــــيـــــنا

سا د الربـيـع بها ما كا ن تَـــــــشْـــــريـنا

ذا ك الذي سَـلَّ أ سـيـا فَ أ عَـا دِ يـــنـا3

 

إ ن ا لبـِعَـا د كما الحـياة فــي سِـيْــــــنــــا

لا ا لعِجْـلَ نَعـبُـدُ أ و نُـبَـدِّ ل ا لدِ يـــــنـا4

يا قاعة السُّـفـراء ا لحُـبُّ تُـــــــهْـــــدِ يـنا

مثـل ا لد ماء هي عِـشـقُ ُ سرى فِــــينا

تـلـك ا لعَـمَا ئِـرُ في حَيِّ البَــــــيَـا زيــــــنا

أ خْـتُ النُـهود على الصدو ر تـُغْـرينــا5

فخــرُ المدا ئـن والقُـدا سُ يُـنْــــــجِـــــــينا

خـمْـرُ ا لعـيون هي سلوى مَآ قِـيـــــنــا

رسمُ ُعلى ا لحجـر الـبا قي يُـعَــــــزِّيْـــــنا

فـهلْ لـنا نـظـرا تُ ُقـد تُـأ سِّــــــيــــــنــا

فيها ابن سِينا ومن قـد شا د تَـبْـيِـيـــــنـــا

فيها ا بن حـزم،ٍ سُـهَـيْـلُ لُـيَـا لــــــيـــنا6

أ جفا نُ طار ق يا أ سفا نُ تُـلْـقِـيــــــنـــــا

في حُضْن-سا رة- من كا نت تُـصَا فِـينا7

مَنْ مَنْ سَتَمْشي معي في ا لروض تَسْبينا

نـَغْـشي صُحُـونا لها، خـدا كما شِـــــينا8

 

مَنْ غيرَ بِـنتِ مُـسْتَـكــــــفي سَــــــتـُهْدِ ينا

عُـشَّـا قُ ثـَغْرا، وُرُودا وَرَيَـا حِــــــيـنا9

مَنْ للمَـعَا لي سِـواها في الورى فِــــــــينا

بَـيتُ ا لقـَصِيدِ أ جـِبْ سُؤْ لَ ا لمُحِبِّـينا10

حَمْرَاءُ تِـلـكـمْ هي مَــــــرْسَى مَــــرَا سِـينا

مَهْوَى الفـؤا د هي أ ســــما أ مَا نِـيـنا11

خـمْرُ ُمُـعَـتَّـقةُ ُ في الكأ س تَـسْبـــــــيـــــنا

يفـنى ا لزما ن ويبقى ا لكأ س يَـسْقِـينا

بُومُ ُ بــــــهـــا حَـلَّ يُـحَا لِـفُ الزَّ رَا زِ يْـنا

حِلفُ ا لسُمُـوم لِهُـولا كو يُـعَـنِّـيْـــــــنا12

مَنْ قــــــــا ل أ ن رُمُـوشا سـوف تُـرْدِ ينا

لا يا جـرير فـَطرفُ ا لعـين يُـحْيـيـنا13

واللـه لو نُــــــــسِــــــيَتْ أحلى أ غا نـيـنا

يوم ا لحـسا ب حـتـما تُـقـَا ضِـــــــيـنا

طيفُ اعـتِـما دِ يُـرا قـــــــص الهوى فِـيـــنا

حَـنَّـتْ إ لى كا فـور خَا لـط ا لطِـيــــنا14

 

طِـينُ ُ على قَــــــــــدَ مٍ حِــــــنَّاءُ تـَهْـدِ يـنا

تَـزْدَادُ منها هي حُـسْـنا وتَـحْـسِـيــــنا15

طِينا بــــــمــــاء وُرُود ا لمـسـك را شِـيـنا

زا دَ المَـلا كُ جـمـا لا، زادهـا لِـيــــنا16

يا وجـــــــه جـــــا ريـة الحَـجَّـاج سَـا لِـينا

تلهـو على مَدَ ر ٍ، سَا رتْ أ حـا يـيـنا17

ماءُ ُ وظـلُ ُ وأ شـــــــــجــــا رُ ُتُـنـَا دِ يـنا

حُـسْـنُ ا لعذا رى لها قـــدْ زادَ تَـزْيـينا18

وا لحُـبُّ مُــــــعْـــــــتَــــمِدُ ُأ مـيـر نا دِ يـنا

وا لــرب قـدَّ رَ أ مــــــرا فَـتـَــــكَا فِـيـنا19

زوجُ ُ له نـشــــــرتْ في النا س قد نـثرتْ

عِـطرا يـفـوح ُلها فـيهم ونَـسْـــــــريـنا

باللـه هلْ بَـقِـيَ ا لخِلا نُ سَا رِ يــــــــنـــا؟؟؟؟

طـُوبَـى لِمَنْ عَـلِـقَ وَرْدا، أ فَا نِـــيـنا20

تَبْكي عُـيــــــوني بَـني عَـبَّـا د رَاجِــــــيـنا

رفعَ السِـيَـا ط عَليَّ ا ليـومَ وا لحِـيــــنا

 

ز ريا بُ لو عَلِـمَ كَـمَّ الــــــهـــــوى فِـيـــنا

نَـغْـد و له وَتَـرا، لحْـنا يُـغَـنِّـيــــــنــــا

حُـبي لها أ نْجُـــــــمُ ُ، أ فــــــلا كُ بَـا دِ ينا

ما ا حـتـاج مني إ يـضا حا وتَـبْـيــيـنا

عا د تْ زهـورُ ُ بـــــها شـوكا وسِــــــكينا

عا د الـزُلا لُ بـها مُهْـلا وغِـسْـلِـينــــا

قطر الندى سَلْ على الحصباء ما فِـيــــــنا

غُـرْدُ ُ ولا قـومي كـا نوا بـوا شِـيــنــــا

فيها ا لروابي حَـزينا ت وتَـبْــــكِـيـــــنـــــا

با للـه لو ضحِـكـتْ فذا ك يَـكْـفِـيــــــنا

لا سِرَّ فيها حتي وا لليل يُـغْـــــــشِـــــــيـنا

أ نـوا رُ قـرطبة قـنـد يلُ يُـفْـشِــــــيـــنا

عَهدُ ُ إ ليك فـفي القلب سَـتـبــــقِـيـــــنـــــا

حـتي ا للحودِ فـما كنا بـِنَـا سِــــــيــــنا

شِـلِّـيرَ يا وطنا ما زا لَ يُـنا جِــــــيــــــنـــا

ذ كرى له بأ تُـون ِا لـنا ر تُـلْـقِـــــيــــنا

 

صَبُّ ُوماء عـــــــيـــون الروض يَـرْو يـنا

وسَلْـسَبِـيلُ جِـنا ن ا لخُلد يُـظْـمِـــــيــنا

والـلـه لا أ بـدا لَـــــــسْــــــنا بِــــــنا عِـيـنا

سَـيْـرُ الحوا د ثِ، ما كنا بـِقـَا لِــــيــنا

موتَ المـدا ئـن ما كـنـــا تَـلا فِـــــــيــــــنا

قومي أ لـومُ وما ذ نـبُ عَـوَا دِ يـنــــا؟

حَـوْزي وأ ند لسي أ مجـــــا د ما ضــــينا

مَا لوفَ نـحنُ و نـوبَـا تا مُـغَـنِّــــــيـــنا21

في الأ رض أنتِ هي أ وثا نُ وَا دِ يـــــــنا

فلا مَـنـاة ولا الأ بـكـا رُ تُـلْــــــهِــــــيـنا22

يا قـبـرَ يعـقوب حَـقِّـــــقْ أ مَا نِـيـــــــنـــــا

يا كهفُ أ شْهِـدْ على من عا نق ا لدِ ينا23

با لأ مس سِرْنا إ لى لـــــــظى قــــرا بـيـنا

ما كا ن سيفُ ُمع التحـريــــق يُـــثْـنِـينا24

شِـعْـرُ ا لطبيعة منهمْ ماء يُـحْـيــــــــيـــــنا

سِحْـرُ العـشيقة وا لحَمْراءُ يُـصْبِـيـــــنـا

 

ما كا ن فَـقْـدُ ُ لها قد طا ل يُـــــــنْـــــسِـينا

ميـثا قَ عَهْـدٍ لها قد عا د يَـكْـفِـــــــيــنا

مِنـا ا لوفـاء إ لى أ غـلى أ راضـــــــيـــــنا

فـلا كِـتـا با ولا عَـهْـدا تَـوَلِّـــــــيـــــــنـا25

حُـبي عُـطـورُ ُما كـنا بِــــــــخَـا فِـيــــــنـــا

نُخْفي ا لهوى ولَهَا ما كا ن يُـخْـفِــــيـنا26

 

..................

1- قال: ضمير الغائب يعود هنا على ابن زيدون وقصيدته أضحى التنا ئي – 2- صا دين:عِطا شا - 3- تشرين كناية عن الخريف وهو هنا القحط والجذب - 4 – العيش في سينا: كناية على نفي بني إسرائيل وتيههم في سيناء بعيدا عن مصر وكذلك بعدي أنا عن أندلسي منفي وغربة لي -5- البيا زينا: أشهر أحياء غرنا طة التا ريخية -6 –الذي قد شاد تبيينا: المقصود به الجاحظ صاحب البيان والتبيين //-سهيل:نجم بهي الطلعة -7- سارة القوطية: زوجة لذريق آخر ملوك القوط الغربيين بإسبانيا تكنت بأم عاصم بعد زواجها من ابن الفاتح موسى بن نصير -8-9-10- هنا استحضار للأبيات الشهيرة والتي قيل أن ولادة قد كتبتها على أثوابها وتجولت بها في قرطبة والتي مطلعها "أنا والـله أصلح للمعالي*** وأمشي مشيتي وأتيه تيها" -11 – الحمراء: قصر الحمراء بغرناطة – 12- الزرا زينا: طيور الشؤم عند مهدي الموحدين بها عير المرابطين -13- هنا استحضا ر لبيت جرير والذي قيل عنه أنه أغزل بيت قا لته العرب  -14/15/16- هنا استحضار ليم طين اعتماد في إشبيلية // جارية الحجاج: كنية لاعتماد الروميكية – 18- المعنى مقتبس من شعر لابن خفاجة -19 –المعتمد: من أقوى ملوك الطوائف بالأندلس -20-هنا إشارة إلى مواعيد ابن زيدون وولادة -21- هنا تعداد للطبوع الغنائية التي ساد ت في الأندلس -22- مناة: آلهة عربية جاهلية-23- قبر يعقوب أو شانت ياقب بشمال إسبانيا ويعتبره الإسبان وبعض المسحيين قبر الأخ التوأم للمسيح /// الكهف: كهف كوفا دونجو ملجأ بلاي ورفاقه ومنه بدأت حرب الإسترداد -24- هنا إشارة إلى محاكم التفتيش الرهيبة -25- الكتاب: هو القرآن//العهد: هو العهد القديم والجديد أي التوراة والإنجيل -26- هنا وظفت المثل الصيني القائل بأن الحب والعطر لا يمكن إخفائهما وكذلك حبي للأ ندلس.

 

في نصوص اليوم