نصوص أدبية

على فضّةِ صدرِها تشاكسَ أرنبان

thamer saeedوأنتِ تلقنين العشبَ

بلاغةَ الطينِ

 


 

على فضّةِ صدرِها تشاكسَ أرنبان / ثامر سعيد

 

تحتَ الإسفلتِ هذا..

كانَ نهرُ الظهيرةِ يبرقُ بالأصداف.

بغَنجِهِ ما رَغِبَ النخلُ

سعفُهُ أشرعةُ الشّمسِ:

باطشٌ عطرُ طلعهِ وأنيق.

عندَ سطرِ البيوتِ هذا،

وسورِ المدرسة..

بتأَوّدِ أزهارِهِ الدامية:

سياجُ الجهنميّاتُ الطويل

يوقظُ عشباً للشّدوِ تراخى

على رفيفِ حمائمِهِ

تعقدُ بشريطينِ قرمزيين،

ضفيرتيها الذهب

فتشتجرُ المخالبُ في دمي.

وعلى مرمى ضحكةٍ من عينيها

على دمِ الأجاصِ في لُماها

فاختةٌ تنحبُ

وصنوبرةٌ تستغيث.

أيّها الطفلُ المبعثرُ في النياسمِ

والعيونِ،

قلبُكَ عصفورٌ بلّلهُ الولهُ

وفستانُها أزرقُ فوقَ الركبتين.

ريشُكَ كسَّرَ آلافَ الغصونِ

ورأسا أرنبينِ..

على فضّةِ صدرِها يتشاكسان.

بين ظلّ وآخر:

يُنازعكَ الحذرُ

وأحلامُكَ يخضّبُها التُرابُ.

الدربُ الطويلِ قصيرٌ

إلا في الليلِ،

وفي ضحى التغريدِ

نقيٌّ من زفيرِ الرقباءِ،

هواؤهُ.

الباحثاتُ في تلالِ السّورِ

يكرعنَ ما تبقى من قناني السّامرين،

ويرقصنَ على إيقاعِ

زنجيّةٍ ماردة.

وأنتِ تلقنين العشبَ

بلاغةَ الطينِ

وتفركينَ الآسَ بكفيكِ

لتثيري حفيظةَ النعناعِ

ولهفتي!

أأقولُ: أحبُكِ

فلا تحمرُّ خدودُ الماء.

 

في نصوص اليوم