نصوص أدبية

عندما يدثرني جناح الملاك

MM80سيبقى دوما في كأس هاتين العينين

وإلى يوم البعث نخب يعزيني

 


 

عندما يدثرني جناح الملاك / سمير خلف الله بن امهيدي

 

عندما يدثرني جناح الملاك

وحينما تأسرني كل ما فيه من زخرفات

فأنا وأمام هاتين العينين

فارس من دون جواد

وكل أسلحتي تستسلم من دون قتال

فسيفي قانت كما في المهد طفل وسنان

قديس يطلب من ربه الصفح والغفران

وتِـرْسِي بساط الريح

يأخذني لأرض الأحلام

بعيدا عن أرض الجدب واليباب

فالآن الآن علمت بأن روحي وقبل لقياك

كانت في الحقل سنبلة

تنتظر فصل حصاد

وكانت سرب يمام سواح

كطيور السلوى تنتظر يداك

فهما الميناء وفيه تلقي المرساة

 

روحي من قبل رؤياك

كانت كحصون في الحمراء تعاند العشاق

فإذا هي وأمام هاتين العينين

كقلاع من رمل تتهاوى من تحت الأقدام

ففي عينك كالجنة فيها للحب آلاف الأبواب

وفي عينك وفي خديك وفي كفيك

نرى الفردوس والجنات تنام

يسكنها لوركا والخيام

تـُـعْـزف فيها أنغام الغجر أنغام زرياب

فيها صُـبْـح تهديني عقد الأشعار الفواح

تهديني سحب القبلات خمرا في الأقداح

وأنا لي قلب وتر يهتز تحت وقع الألحان

بالأمس قد كنتُ صخر في الدنيا وبين الناس

واليوم غدوت أمام هاتين العينين

كالشمع كالثلج لا أملك إلا الذوبان

تلك العينان لا غابت عني

ولا غاب طرف الأجفان

فأنا من بعد فراق هاتين العينين

ثكلى تعانقها الأشواق والأحزان

 

في عينك وفي خديك وفي كفيك

الفردوس وروض الرياحين

وفيها أكاليل الغار تُـعَـشِّـقُ الجبين

وفيها فؤادي يعتاش من ماء الورد

في جسدي راح ونبيذ

وهذا السحر يغويني

يستدعي شياطين الشعر وشياطيني

وفي بحر قافية يرميني

يمزق أشلائي كحد السيف والسكين

ليبعثني في دنيا العشق

نوحا على ظهر لوح وسفين

أنا من بعد لقاء هاتين العينين

خلعت رداء كل دين

لا النجمة لا الصلبان لا رفع أذان يستهويني

فقد عاد دين الصَبّْـو ودين الحب ديني

أضاجع فيه الوجدَ في كل حين

وأطارح فيه العشق كي أطفأ نار حنيني

أنا من بعد الإبحار بأم بنيني

وطي أشرعة من لهب تأويني

سيبقى دوما في كأس هاتين العينين

وإلى يوم البعث نخب يعزيني

 

الجزائر / الطارف

 

في نصوص اليوم